الأورومتوسطي يدعو الاتحاد الأوروبي لاستحداث ممرات آمنة للهجرة

 

جنيف-يورو عربي| طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي بإنشاء آلية جديدة يمكن عبرها استحداث ممرات آمنة للهجرة.

ودعا المرصد في بيان الأحد، لبنان لفتح تحقيق فوري ومستقل بحادثة غرق مركب للمهاجرين قبالة سواحل طرابلس شمالي لبنان.

وتسبب غرق القارب الذي كان بمتنه 75 مهاجرًا وطالب لجوء بينهم عائلات بوفاة وفقدان عدد منهم.

وقال الأورومتوسطي إنّ قاربًا بمتنه بأكملها انطلق الساعة 7:30 مساءً من منطقة القلمون تجاه السواحل الإيطالية.

وأشار إلى أنه تعرّض للغرق سريعا بعد أقل من نصف ساعة على إبحاره.

ونبه إلى أن هناك إفادات مُقلقة تشير على ما يبدو لتورّط زوارق تابعة للجيش أو الأمن اللبناني بالحادثة.

واطلع الأورومتوسطي على إفادات منفصلة لأربعة ناجين (3 رجال وامرأة) من الحادثة.

وقالوا إنّ زورقًا حربيًا اقترب منهم بشكل كبير ونادى عليهم بضرورة العودة ووقف الإبحار، إلّا أنّهم لم يستجيبوا وواصلوا طريقهم.

وبعدها بوقف قصير، صدم الزورق قارب المهاجرين وأحدث به تلفًا أدى لتسّرب كميات مياه كبيرة بداخله وغرق من كانوا على متنه.

وبعد وقت وجيز قدمت زوارق حربية وبدأت بعمليات الإنقاذ.

وصباح الأحد، أعلن مدير مرفأ طرابلس العثور على 5 جثث -لأشخاص كانوا على متن القارب- ليرتفع إجمالي الضحايا لـ9.

وفي وقت متأخر من مساء أمس السبت، قال الجيش اللبناني إنّ قواته البحرية أنقذت “48 شخصًا بينهم طفلة متوفية”.

وأشار إلى أنهم كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون – الشمال”.

وأرجع الجيش اللبناني غرق المركب لـ”تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة”.

وأكد أنّ “القوات البحرية […]سحبت ‏المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه”.

وبينت أنه “قُدمت لهم الإسعافات الأولية ونُقل المصابون منهم لمشافي المنطقة”.

وأشار إلى أنها تواصل “عملياتها براً وبحراً وجوًا لإنقاذ آخرين ما زالوا في عداد المفقودين”.

وشدّد الأورومتوسطي على ضرورة أن تركّز السلطات اللبنانية جهودها على عمليات البحث والإنقاذ في محيط موقع غرق القارب.

وقال إن ذلك على أمل العثور عن ناجين من المفقودين الذين يُقدّر عددهم بنحو 10 على الأقل.

وذكر مدير العمليات بالمرصد أنس جرجاوي أنه “من الضروري فتح تحقيق مستقل ومحايد لكشف ملابسات غرق أو إغراق المركب”.

وحث جرجاوي في البيان على “اتخاذ جميع المقتضيات القانونية التي قد تسهم في عدم تكرار هذه الحادثة الخطيرة”.

وقال: “مثلّت الحادثة تذكيرًا مأساويًا بحالة اليأس التي يعيشها اللبنانيون نتيجة التدهور غير المسبوق في الأوضاع المعيشية”.

وأضاف: “باتوا مستعدين أكثر من أي وقت مضى للمغامرة بأرواحهم في رحلات خطيرة هربًا من واقع صعب يعيشونه منذ سنوات”.

وفي سياق مشابه، قال مسؤول أمني تونسي مساء أمس إنّ 12 مهاجرًا أفريقيًا على الأقل قضوا غرقًا.

فيما فقد 10 آخرون بعد غرق أربعة زوارق تقل مهاجرين قبالة سواحل صفاقس أثناء محاولة الوصول إلى إيطاليا.

وأكّد المسؤول الأمني أنّ قوات خفر السواحل في صفاقس أنقذت 98 شخصًا كانوا على متن القوارب الأربعة.

وبيّن الأورومتوسطي أنّه وثق وفاة أو فقدان 220 مهاجرًا وطالب لجوء في 10 حوادث منفصلة في مياه البحر المتوسط منذ بداية أبريل الجاري.

وأشار إلى أنه بذلك يرتفع العدد منذ بداية العام الجاري إلى نحو 590 شخصًا.

وبين أنه قضى معظمهم عقب انطلاقهم من تونس وليبيا نحو السواحل الإيطالية.

وكان المرصد الأورومتوسطي وثّق بتقرير سابق تصاعد أعداد الغرقى من المهاجرين وطالبي اللجوء والواصلين لأوروبا بـ2021.

وتشير الأرقام إلى وصول نحو 116,573 مهاجر وطالب لجوء إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال عام 2021، أي بزيادة 20% عن عام 2020.

وشهد وصول 88,143 مهاجر وطالب لجوء.

لكن بالمثل شهد ذات العام تصاعدًا في أعداد الوفيات والمفقودين في البحر المتوسط.

وسجّل وفاة وفقدان نحو 1,864 شخصًا منهم 64 طفلًا، بزيادة تقدر بنحو 21% عن عام 2020 الذي قضى فيه 1,401 شخصًا.

ودعا الأورومتوسطي بيروت للتعامل على نحو مسؤول وجاد مع مزاعم ضحايا غرق القارب حول ملابسات الحادثة.

وأكد ضرورة إطلاق تحقيق معمّق لتحديد التفاصيل الدقيقة للحادثة.

وحث على محاسبة جميع الأشخاص الذين يُحتمل تورطهم بغرق القارب، حال أثُبتت تلك الادعاءات.

وطالب الأورومتوسطي دول المقصد الأوروبية بالكف عن تجريم وملاحقة جهود الإنقاذ غير الرسمية.

ودعا للعمل بدلًا من ذلك على تفعيل مهام الإنقاذ الرسمية بشكل دائم.

وقال إن ذلك يضمن الاستجابة السريعة لحوادث الغرق، على نحو يحد من أعداد متصاعدة للغرقى بمياه المتوسط.

وأشارت إلى أن ذلك بما يؤدي لحماية المهاجرين وطالبي اللجوء من استغلال تجار البشر.

ودعا الأورومتوسطي لتطوير آليات وظروف الاستقبال، وعدم التعسف برفض طلبات اللجوء.

ونوه إلى ضرورة العمل بإيجابية لإدماج المهاجرين واللاجئين بمجتمعاتهم الجديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.