أوكرانيا تتوصل إلى اتفاق لاستيراد الغاز مع اليونان وسط تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اتفاق جديد مع اليونان لاستيراد الغاز، في خطوة تهدف إلى تأمين احتياجات أوكرانيا من الطاقة خلال فصل الشتاء المقبل، وتعويض الخسائر التي تكبدها إنتاج الغاز المحلي جراء الضربات الروسية المستمرة.

وأوضح زيلينسكي أن الاتفاق “سيغطي ما يقرب من ملياري يورو اللازمة لاستيراد الغاز لتعويض خسائر الإنتاج الأوكراني”، مضيفاً أن هذه الخطوة تمثل “طريقاً إضافياً لتأمين الواردات في فصل الشتاء قدر الإمكان”.

ويعكس هذا الاتفاق حرص كييف على تنويع مصادر الطاقة وتخفيف الاعتماد على البنية التحتية المحلية المتضررة جراء العمليات العسكرية الروسية، وضمان استقرار الإمدادات الحرجة للاقتصاد والمدنيين.

وجاء الإعلان خلال زيارة زيلينسكي إلى أثينا، حيث التقى الرئيس اليوناني كونستانتينوس تاسولاس ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس لمناقشة تفاصيل الصفقة وأوجه التعاون المستقبلي.

وقال زيلينسكي إن التمويل الكامل للصفقة سيُغطى من مزيج من أموال الحكومة الأوكرانية، وقروض من البنوك الأوروبية بضمانات من المفوضية الأوروبية، إضافة إلى مشاركة البنوك الأوكرانية، بمساندة شركاء أوروبيين مثل النرويج.

ويُظهر الاتفاق مع اليونان استراتيجية أوكرانيا الأوسع لتأمين إمدادات الطاقة عبر شبكة من الشركاء الأوروبيين والدوليين، والتي تشمل أيضاً بولندا وأذربيجان، حيث تعمل كييف على توقيع عقود طويلة الأجل لتقليل المخاطر المرتبطة بالتقلبات الجيوسياسية والحرب المستمرة مع روسيا.

بالإضافة إلى ملف الطاقة، يأتي الاتفاق اليوناني في سياق جولة أوروبية أوسع يقوم بها زيلينسكي تشمل فرنسا وإسبانيا، حيث من المقرر أن يناقش تعزيز القدرات الدفاعية والقدرات الجوية لأنظمة الدفاع الجوي.

ووفق بيان الرئاسة الفرنسية، سيناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع زيلينسكي القضايا الثنائية بما في ذلك الدفاع والطاقة والاقتصاد، ما يعكس التنسيق الوثيق بين كييف وحلفائها الأوروبيين في المجالات العسكرية والمدنية على حد سواء.

وبعد فرنسا، سيتوجه زيلينسكي إلى إسبانيا يوم الثلاثاء، حيث أكد أن المحادثات ستتناول تعزيز الدفاع الجوي وأوجه التعاون مع الشركاء الأوروبيين، دون أن يذكر تفاصيل محددة حول الاتفاقيات المحتملة.

وأشار إلى أن إسبانيا تعد “دولة قوية أخرى انضمت إلى شركائنا في المبادرات التي تساعدنا حقًا”، موضحاً أن التركيز الرئيسي يكمن على صواريخ الدفاع الجوي وأنظمة الحماية الجوية لضمان حماية المدن والبنى التحتية الحيوية من الهجمات الروسية.

وتعكس هذه التحركات جهود أوكرانيا لتعزيز أمنها الداخلي في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة، وتأمين الطاقة الحيوية للمدن والمرافق الصناعية خلال موسم الشتاء القاسي، فضلاً عن بناء شبكة من التحالفات الاستراتيجية القادرة على تقديم الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي في الوقت نفسه.

كما تشير هذه الاتفاقيات إلى اعتماد أوكرانيا على نهج متعدد الأطراف في إدارة أزمة الطاقة والدفاع، يجمع بين التمويل الحكومي والأوروبي والدعم المباشر من الشركاء، بما يعكس إدراك القيادة الأوكرانية لأهمية التنسيق الإقليمي والدولي لتجاوز الأزمات الطارئة.

وتأتي هذه الخطوة أيضاً ضمن إطار مساعي كييف لتقليل اعتمادها على خطوط الطاقة التقليدية المتضررة في شرق البلاد، ما يعزز من قدرة أوكرانيا على الصمود ومواجهة التحديات الاقتصادية والعسكرية الناجمة عن الصراع المستمر مع روسيا.

في المجمل، يمثل الاتفاق مع اليونان جزءاً من استراتيجية شاملة لأوكرانيا تعتمد على التعاون الأوروبي والدولي لضمان الأمن الطاقي والدفاعي، مع تعزيز مكانتها الدبلوماسية عبر الزيارات المتتابعة إلى فرنسا وإسبانيا.

وتوضح هذه التحركات كيف تستخدم أوكرانيا أدوات الاقتصاد والدبلوماسية والتعاون الدفاعي لتقوية قدراتها الداخلية وتخفيف تأثير الحرب على المواطنين والبنية التحتية الحيوية، بما يساهم في استدامة جهودها لمواجهة العدوان الروسي على المدى الطويل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.