وسط مساعي الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، أبدت كييف مخاوفها من أن يكون صوتها هامشيًا في المحادثات الجارية، التي يبدو أن واشنطن تركز فيها على التواصل المباشر مع موسكو، متجاوزة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بعض التفاصيل الحساسة.
وعقدت المحادثات المهمة في فلوريدا يوم الأحد بين الوفدين الأميركي والأوكراني، بحضور الممثل الخاص ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وصهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشن.
ومن الجانب الأوكراني، قاد الوفد أمين مجلس أمن الدولة رستم عمروف نيابة عن زيلينسكي، الذي لم يحضر شخصيًا.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات إن أوكرانيا تشعر بأن الولايات المتحدة تسعى إلى الاتفاق مع روسيا أولاً ثم العودة إلى الحوار مع كييف، وهو ما يثير مخاوف بشأن مستقبل سيادتها ومصالحها الإقليمية.
وأضاف المسؤول أن الهدف الأميركي يتمثل في حسم قضايا الأراضي والضمانات الأمنية بشكل سريع، بينما تصر أوكرانيا على أن أي قرار بشأن الأراضي يجب أن يتخذه الرئيس زيلينسكي وحده.
وجاءت هذه المحادثات بعد أسابيع من تقديم الولايات المتحدة خطة سلام مكونة من 28 نقطة، اعتبرتها أوكرانيا صعبة القبول، خاصة مع محاولات فرض مواعيد نهائية ضاغطة للقبول بها.
وعقب ذلك، شهدت جنيف اجتماعات متابعة شارك فيها ممثلون أوروبيون وأوكرانيون وأميركيون، أسفرت عن خطة مُحدثة تتألف من 19 نقطة، أكثر قبولًا لدى كييف، في انتظار دراسة روسيا لها.
وأعرب عمروف عن شكر أوكرانيا للولايات المتحدة على جهودها المستمرة لإنهاء الحرب، معربًا عن تقديره للتقدم الذي تحقق خلال الأشهر العشرة الماضية، بما في ذلك اللقاءات السابقة في جنيف.
من جهته، قال روبيو إن الهدف النهائي لا يقتصر على إنهاء الحرب فحسب، بل يشمل ضمان سيادة أوكرانيا واستقلالها ومنحها فرصة للازدهار الاقتصادي والسياسي.
ومع ذلك، لا تزال أوكرانيا قلقة بشأن ما إذا كانت قد أُبلغت بكل تفاصيل الخطة الأميركية بالكامل.
فقد أظهرت تسجيلات مسربة مؤخرًا إلى بلومبرغ أن ويتكوف اقترح على المسؤولين الروس أفضل السبل لضمان دعم الرئيس الأميركي للخطة النهائية، ما أثار مخاوف من أن يكون الحوار الأميركي مع روسيا منفصلًا عن مصالح أوكرانيا الفعلية.
ويشير المراقبون إلى أن التحدي الأكبر يكمن في موازنة الضغط الأميركي لإنهاء النزاع بسرعة مع ضمان احترام حقوق أوكرانيا وحقها في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن أراضيها وأمنها.
وتبقى متابعة التطورات حاسمة، خصوصًا مع توجه ويتكوف إلى موسكو لإجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال الأيام المقبلة، ما قد يحدد مسار الخطة الأميركية النهائية.
وفي ختام الاجتماع، وصف كل من عمروف وروبيو المحادثات بأنها “مثمرة”، مؤكدين استمرار التعاون بين الجانبين، مع الإشارة إلى أن التعقيدات والمتغيرات لا تزال كثيرة، وأن أوكرانيا ستظل حريصة على حماية مصالحها في أي اتفاق مستقبلي لإنهاء الحرب.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29813