اغتيال رئيس البرلمان الأوكراني السابق أندريه باروبي بالرصاص في لفيف

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، مقتل السياسي البارز ورئيس البرلمان السابق أندريه باروبي بالرصاص في مدينة لفيف الواقعة غربي أوكرانيا، على مقربة من الحدود البولندية.

وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو والمدعي العام روسلان كرافشينكو إن السلطات بدأت التحقيق في ملابسات عملية الاغتيال التي وُصفت بأنها “جريمة مروعة”، فيما أعلنت الشرطة الوطنية في وقت سابق عن وقوع إطلاق نار في المدينة دون كشف مزيد من التفاصيل.

وأوضح زيلينسكي في بيان نشره عبر منصة X: “أقدم تعازيّ الحارة لعائلته وأحبائه. جميع القوات والوسائل اللازمة منخرطة في التحقيق والبحث عن القاتل”.

حتى الآن، لم يُدلِ المسؤولون بأي تعليق حول هوية المشتبه بهم أو الدوافع المحتملة وراء عملية الاغتيال.

باروبي: شخصية محورية في السياسة الأوكرانية

يُعد أندريه باروبي من أبرز السياسيين الأوكرانيين في العقدين الأخيرين. لعب دورًا رئيسيًا في ثورة الميدان الأوروبي عامي 2013 و2014، التي أطاحت بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش ودفعت أوكرانيا نحو مسارها الأوروبي الأطلسي.

كما تولى باروبي رئاسة البرلمان الأوكراني (فيرخوفنا رادا) بين عامي 2016 و2019، خلال فترة حساسة من تاريخ البلاد شهدت تكثيف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

عرف عن باروبي دعمه القوي للتكامل مع الغرب ووقوفه في الصفوف الأمامية لمعارضة النفوذ الروسي في أوكرانيا.

لفيف.. المدينة الآمنة نسبياً تتحول إلى مسرح اغتيال

مدينة لفيف، التي تُعتبر مركزًا ثقافيًا وتاريخيًا وتقع على بُعد أقل من 80 كيلومترًا من الحدود مع بولندا، كانت تُعد من المناطق الأكثر أمانًا نسبيًا في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.

لكن اغتيال شخصية بارزة مثل باروبي في هذه المدينة يثير مخاوف أمنية جديدة ويطرح تساؤلات حول قدرة السلطات على حماية كبار السياسيين حتى في المناطق البعيدة عن جبهات القتال.

ويرى مراقبون أن اغتيال باروبي يمثل ضربة معنوية وسياسية قوية لأوكرانيا في لحظة حرجة من الحرب. فمن جهة، كان الرجل رمزًا بارزًا من رموز “أوكرانيا الجديدة” التي ولدت بعد ثورة الميدان، ومن جهة أخرى، يفتح مقتله الباب أمام احتمالات متعددة تتراوح بين تصفية حسابات سياسية داخلية وعمليات انتقامية تقف وراءها أيادٍ خارجية مرتبطة بموسكو.

حتى الآن، لم تُوجه السلطات الأوكرانية اتهامات مباشرة، لكن المحققين يؤكدون أن جميع السيناريوهات مطروحة.

ومن المتوقع أن يثير اغتيال باروبي موجة من ردود الفعل المحلية والدولية، نظرًا لمكانته كأحد قادة البرلمان السابقين وأحد رموز ثورة الميدان.

ويرى محللون أن كييف قد تستغل الحادثة للدفع نحو مزيد من الدعم الغربي، عبر تصوير الاغتيال كجزء من استراتيجية “زعزعة الاستقرار” التي تتبعها موسكو ضد أوكرانيا حتى بعيدًا عن خطوط القتال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.