الأورومتوسطي يعرب عن قلقه البالغ إزاء أعمال العنف المستمرة في سوريا
أفادت عدة وسائل إعلامية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال أيام جراء الاشتباكات المستمرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومقاتلي عشائر عربية في سوريا.
وقد اندلعت المعارك بعد أن قامت قوات سوريا الديمقراطية بعزل قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها “أحمد الخبيل”، وإطلاق ما وصفتها بـ”عملية تعزيز الأمن في المناطق الشرقية والشمالية من ريف دير الزور.
وأعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء أعمال العنف المستمرة في بعض المناطق شمال شرقي سوريا منذ أكثر من أسبوع، والتي تسبّبت بمقتل عشرات المدنيين وتضرر عدد من المرافق المدنية.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الأربعاء، إنّ الاشتباكات المسلحة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومسلحين يتبعون لبعض العشائر العربية في المنطقة لا تسهم سوى في تعميق معاناة المدنيين، وزيادة الأعباء الإنسانية التي يعيشونها منذ سنوات بسبب ظروف النزاع وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
ومنذ 27 أغسطس/ آب المنصرم، قُتل نتيجة الاشتباكات 54 مدنيًا على الأقل، بينهم أربعة أطفال، كما تضررت البنى التحتية العامة الحيوية بصورة بالغة، بما في ذلك مستشفيان وثلاث منشآت لمعالجة المياه، بحسب الأمم المتحدة.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الاشتباكات بدأت في بعض قرى ريف دير الزور الشرقي بين “قسد” ومسلحين يتبعون لعشائر عربية بعد عزل “قسد” لقائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها “أحمد الخبيل”، وإطلاق ما وصفتها بـ”عملية تعزيز الأمن في المناطق الشرقية والشمالية من ريف دير الزور، لتطهيرها ممّا تبقى من فلول خلايا تنظيم داعش” الإرهابي والعناصر الإجرامية ومهربي المخدرات”.
وامتدت أعمال العنف لتشمل مناطق في أرياف محافظات الحسكة والرقة وحلب، إذ أعلن مسلحون تابعون للعشائر تنفيذ هجمات على مواقع لـ”قسد” في “تل تمر” و”منبج” و”عين عيسى” وبلدات أخرى، وتخلل ذلك قصف صاروخي متبادل أسفر خسائر بشرية في صفوف المدنيين، إلى جانب نزوح مئات منهم إلى مناطق أكثر أمنًا.
ومطلع سبتمبر/ أيلول الحالي، قُتل خمسة مدنيين وأصيب آخرون في قرية “المحسنلي” بريف “جرابلس” شرقي حلب، بعد تعرضها لقصف مدفعي يُعتقد أنّ مصدره مواقع تابعة لـ”قسد”، كما تعرّضت البلدة لغارات جوية يُعتقد أنّها روسيّة؛ بعد سيطرة مقاتلين تابعين لعشائر عربية عليها عقب اشتباكات مع “قسد”.
وأفادت تقارير بتنفيذ “قسد” حملة اعتقالات عشوائية في مدينة “البصيرة” بريف دير الزور بعد استعادة السيطرة عليها، شملت احتجاز عشرات المدنيين بزعم مشاركتهم في القتال، في مؤشر مقلق على احتمالية تنفيذ طرفي النزاع أعمال انتقامية في مناطق الاشتباكات.
وقال مسؤول العمليات في المرصد الأورومتوسطي “أنس جرجاوي”: “دائمًا ما يدفع المدنيون الثمن في أوقات النزاعات المسلحة بسبب تجاهل الأطراف المتحاربة للأعراف القانونية والأخلاقية التي توُجب حماية المدنيين وتحييدهم عن العمليات الحربية”.
وأضاف أنّ “الاشتباكات في بعض المناطق شمال وشرقي سوريا تؤشر على مدى هشاشة الوضع الأمني والسياسي في البلاد، إذ تسببت ظروف النزاع المستمر منذ أكثر من 12 عامًا بزرع بذور توتر سياسية وطائفية وعرقية قد تتفجّر في أي لحظة، الأمر الذي يؤكد على ضرورة معالجة الجذور العميقة لتلك التوترات، وعدم الاكتفاء بمعالجات سطحية أو مؤقتة”.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ استهداف المدنيين والأعيان المدنية قد يرقى إلى جريمة حرب، إذ ينبغي على أطراف النزاع اتخاذ مختلف التدابير للتأكد من تحييد المدنيين والأعيان المدنية عن عملياتها العسكرية، وضمان استمرار تدفق المواد الأساسية والمرافق الخدمية المهمة لحياة السكان.
وطالب المرصد الأورومتوسطي القوى ذات النفوذ في سوريا، لا سيما الولايات المتحدة الداعم الرئيس لـ”قسد”، بالضغط على جميع الأطراف المنخرطة في النزاع من أجل وقف العمليات العسكرية، وعدم بدء نزاعات جديدة تضاعف معاناة السكان الضعفاء بالفعل، والاحتكام إلى الحوار لتفادي إراقة مزيد من الدماء.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي “قسد” ومسلحي العشائر العربية المنخرطين في القتال إلى وقف فوري لجميع العمليات العسكرية، والانتهاء عن استخدام العنف لحل الأزمات في مختلف الظروف، والكفّ عن استهداف المدنيين والمرافق المدنية.
اقرأ أيضاً:
الأورومتوسطي يدعو السلطات الأردنية إلى إلغاء الحكم الصادر بحق الصحافي “أحمد الزعبي”
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=27381