الاتحاد الأوروبي يفشل في تحويل عقوبات ترامب إلى دعم مالي عاجل لأوكرانيا

فشل الاتحاد الأوروبي في الاستفادة من الخطوة المفاجئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فرض “عقوبات هائلة” على شركات النفط الروسية، لصالح دعم مالي عاجل لأوكرانيا.

فقد تعطلت خطة الاتحاد الأوروبي لتمويل كييف باستخدام الأصول الروسية المجمدة، ما أضعف مصداقية بروكسل أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وداعميه في أوروبا.

وكانت خطة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، تعتمد على استثمار الأصول الروسية المجمدة لإنشاء قرض بقيمة 140 مليار يورو لدعم أوكرانيا خلال العامين المقبلين.

ومع ذلك، حالت المعارضة البلجيكية بقيادة رئيس الوزراء بارت دي ويفر دون المضي قدمًا في التنفيذ، مستندًا إلى مخاوف مالية وقانونية تهدد بلاده.

وعلى الرغم من أن القمة الأوروبية شهدت إقرار حزمة عقوبات جديدة على روسيا، بما في ذلك القيود على قطاع النفط والبنوك، واحتفاء المسؤولين الأوروبيين بشكل سري بقرار ترامب، إلا أن الخطة الأوروبية تعثرت. فقد بقي نص القمة غامضًا بشأن استخدام الأصول المجمدة، ولم يقدم أي جدول زمني واضح للمضي قدمًا في القرض.

وحاول كوستا وفون دير لاين في مؤتمر صحفي لاحقًا شرح ما حدث، مؤكدين استمرار دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، لكنهما لم يتمكنا من تقديم ضمانات ملموسة.

وقال أحد الدبلوماسيين: “بعد عقوباتنا، وعقوبات ترامب، كان من المفترض أن يُضفي قرض التعويضات على هذا اليوم أجواءً رائعة. لكنها فرصةٌ أضعناها”.

في الوقت نفسه، لعبت ديناميات داخلية في الاتحاد الأوروبي دورًا كبيرًا في الفشل. فقد ساعد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بقية القادة على إحراز تقدم في مجالات أخرى بتجنبه مناقشات أوكرانيا، بينما استمرت التباينات القانونية والسياسية بين الدول الأعضاء في إبطاء اتخاذ القرار.

من جهته حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التخفيف من الأزمة، مشيرًا إلى أن فكرة استخدام الأصول لإنشاء قرض لأوكرانيا لم تُلغَ، لكنها بحاجة لمزيد من العمل الفني والالتزام بالقانون الدولي. ومع ذلك، يبقى الغموض سيد الموقف، خصوصًا مع اقتراب الحاجة المالية لأوكرانيا مطلع العام المقبل.

ويعكس فشل فون دير لاين وكوستا في تحويل “صفعة ترامب لبوتين” إلى مكسب ملموس لأوكرانيا، صعوبة التوافق الأوروبي في الملفات الحساسة، ويضع ضغطًا إضافيًا على بروكسل لإيجاد حلول عاجلة لدعم كييف دون انتهاك القوانين الدولية، في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية والمالية على الجبهة الشرقية لأوروبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.