توقفت القوات الأميركية عن تنفيذ رحلات المراقبة الجوية في شبه جزيرة سيناء، كما تم تعليق عمليات تفتيش الأنفاق في المنطقة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، بحسب ما أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين.
ورغم الطلبات المتكررة من الجانب الإسرائيلي لكل من الإدارتين الأميركية السابقة (بايدن) والحالية (ترامب)، لم تُستأنف بعد هذه الأنشطة الرقابية التي تُعد جزءًا أساسيًا من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979.
خلفية المراقبة الدولية في سيناء
بموجب الاتفاقية، أنشأت الولايات المتحدة قوة متعددة الجنسيات ومراقبين (MFO) مهمتها ضمان الالتزام ببنود المعاهدة، لا سيما تحديد مواقع وعدد القوات المصرية في سيناء، وتنفيذ رحلات استطلاع جوية لتفتيش المنطقة، بالإضافة إلى مراقبة الأنفاق تحت الأرض.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، توقفت هذه الرحلات الجوية دون أسباب معلنة، كما رفضت السلطات المصرية طلبات المفتشين الدوليين بتفتيش أنفاق يُعتقد أنها قيد الإنشاء وتُستخدم لتخزين أسلحة، ما يثير قلقًا شديدًا في تل أبيب.
التوتر بين القاهرة وتل أبيب
تزامن توقف نشاط المراقبة مع خروقات أوسع من الجانب المصري لشروط المعاهدة، حيث نشرت مصر وحدات مدرعة في منطقة رفح، وأبلغت إسرائيل لاحقًا بطريقة رسمية رغم أن الانتشار كان قد تم فعليًا.
وقد اعتُبر هذا التصرف محاولة من القاهرة لفرض أمر واقع على إسرائيل، في ظل عرقلة عمل المراقبين الدوليين.
الجهود الدبلوماسية المستمرة
في محاولة لإعادة تفعيل المراقبة، ناشدت إسرائيل إدارة بايدن وإدارة ترامب مرارًا الوفاء بالتزامات الولايات المتحدة، إلا أن الطلبات لم تُلبى بشكل كامل، حيث بررت واشنطن تأجيل استئناف المراقبة بتركيزها على تكثيف المساعدات لغزة.
أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملف المراقبة إلى الواجهة مع إدارة ترامب الجديدة، ونقل وزير الخارجية ماركو روبيو هذا الملف خلال زيارته لإسرائيل في فبراير، مع مواصلة تقديم الطلبات الرسمية.
ردود الولايات المتحدة
في حين لم تصدر القوة متعددة الجنسيات تعليقًا رسميًا حول التوقف في المهام، أكد مسؤولون في واشنطن أن “عندما تأخذ الولايات المتحدة الأمور على محمل الجد، فإن العالم يتعامل معها بنفس الجدية”.
ومع ذلك، لم تُستأنف رحلات الاستطلاع الجوية ولا عمليات تفتيش الأنفاق حتى الآن، ما يثير مخاوف إسرائيلية متزايدة من تسرب أسلحة تهدد أمنها.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29456