تخطط النمسا لتوسيع دور هيئة مراقبة التطرف الإسلامي المعروفة بكشف أنشطة الإخوان المسلمين في أوروبا، كجزء من اتفاق لتشكيل حكومة جديدة.
وتعهد الائتلاف المكون من ثلاثة أحزاب بتكثيف جهود النمسا لمكافحة التطرف وشن حرب ضد “المجتمعات الموازية” بعد سلسلة من مخططات الهجمات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية . كما يخطط الائتلاف لإصلاح سياسة الهجرة من خلال خفض المزايا للاجئين الذين يفشلون في الاندماج.
وسيتولى المستشار المنتظر كريستيان ستوكر قيادة حكومة المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين والليبراليين الذين اجتمعوا لإبعاد اليمين المتطرف عن السلطة. فاز حزب الحرية الشعبوي بالانتخابات النمساوية في سبتمبر/أيلول الماضي ولكنه فشل في التوصل إلى اتفاق لدخول المستشارية.
وفي اتفاق الائتلاف، حذرت الأحزاب الحاكمة الجديدة من “الاتجاهات المقلقة” للتطرف الديني وتخطط لمعالجتها من خلال “مواصلة تطوير” مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا.
وتأسس المركز في عام 2020 لوضع الإسلاميين تحت المجهر كجزء من حملة مناهضة للتطرف تعتبر واحدة من أقوى الحملات في أوروبا.
وأشادت الإمارات العربية المتحدة في عام 2021 بالنمسا لاتخاذها خطوات “لمكافحة التطرف والإرهاب واستئصالهما من جذورهما”.
في تقرير رئيسي عن جماعة الإخوان المسلمين قُدِّم إلى الساسة في فيينا عام 2021، كشف المركز أن الجماعة نجحت في ترسيخ نفوذها على نطاق واسع في أوروبا، حيث تمولها الهيئات العامة عن غير قصد من خلال التواصل مع الأقليات بحسن نية.
كما أثارت الجماعة الجدل بنشرها ” خريطة الإسلام ” التي تُظهر أسماء ومواقع أكثر من 600 مسجد في النمسا.
وسوف يتم منح المركز الآن وضعًا يشبه وضع إدارة حكومية، مما يعني أنه يتفاعل بشكل مباشر مع البرلمان النمساوي ويتلقى أسئلة من النواب. ويقول نص اتفاق الائتلاف: “يجب أن تتمتع المنظمات المختلفة المسؤولة عن الأمن والترابط والتكامل بالقدر الكافي من الصلاحيات والقدرة على القيام بأدوارها”.
“وهذا يتطلب بحثًا وتقييمًا دقيقًا لهذه التطورات، وهو ما يوفره مركز توثيق الإسلام السياسي، من أجل تحديد الجهات الفاعلة المحددة واستخلاص استنتاجات واضحة للعمل”.
كما سينظر الوزراء في “تقييد حرية” الأشخاص الذين يعتبرون خطرًا أمنيًا في النمسا. بعد أن قتل مسلح أربعة أشخاص في فيينا عام 2020، اتضح أنه من أنصار داعش المعروفين الذين تجنبوا الاعتقال على الرغم من رؤيته وهو يلتقي بتاجر أسلحة لشراء ذخيرة بندقية AK-47.
وتبع ذلك حملة أمنية صارمة، لكن النمسا تعرضت لحالة من الذعر الشديد العام الماضي عندما أبلغتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية عن مخطط مزعوم لتنظيم داعش ضد حفل لتايلور سويفت في فيينا. وتم إلغاء الحفل في ملعب يتسع لـ 65 ألف مقعد، بعد أن داهمت الشرطة مراهقين من أصول بلقانية، مما أثار مخاوف جديدة بشأن تطرف الشباب عبر الإنترنت.
قبل أسبوعين، طعن رجل سوري ستة أشخاص في بلدة فيلاخ النمساوية، مما أسفر عن مقتل صبي يبلغ من العمر 14 عامًا، في هجوم قالت السلطات إنه “له صلة بتنظيم داعش”. وفي الأسبوع الماضي، ألقي القبض على مراهق يشتبه في تعاطفه مع داعش للاشتباه في تخطيطه لهجوم في محطة سكة حديد في فيينا.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29073