بلجيكا تحقق في طائرات بدون طيار مشبوهة حاولت التجسس على قواعدها العسكرية

أعلن وزير الدفاع البلجيكي، ثيو فرانكين، عن فتح تحقيق عاجل بعد رصد طائرات بدون طيار تحلق فوق قاعدة كلاين بروجيل العسكرية في شمال بلجيكا خلال نهاية الأسبوع، في حادثة وصفها بأنها تهدف إلى جمع معلومات استراتيجية حساسة عن القوات البلجيكية.

وقال فرانكين لشبكة RTBF إن الطائرات المسيرة كانت “جاءت للتجسس، لمعرفة مواقع طائرات F-16 والذخيرة، وغيرها من المعلومات الاستراتيجية للغاية”.

وأكد الوزير أن القاعدة المستهدفة تُعدّ من أهم المنشآت الدفاعية البلجيكية، وتضم وجودًا أمريكيًا، وتشهد حاليًا تمركز طائرات F-16 المقاتلة، التي يمكنها حمل رؤوس نووية، بالإضافة إلى استعداد القاعدة لاستقبال طائرات F-35 المستقبلية.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الانتهاكات الجوية المشبوهة في أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة. فقد تم اعتراض وإسقاط طائرات روسية بدون طيار فوق بولندا، ورُصدت أخرى فوق رومانيا، كما سببت طائرات مسيرة مجهولة المصدر تعطيلات في المطارات الكبرى في الدنمارك والنرويج وألمانيا.

وعلى الرغم من أن فرانكين لم يوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى روسيا، إلا أنه أشار إلى وجود “دوافع واضحة” وطرق تنفيذ مألوفة لهذه العمليات، ملمحًا إلى احتمال تورط جهات روسية أو أخرى في هذه الأنشطة.

وأضاف فرانكين أن “الحرب أصبحت في الحقيقة حرب طائرات بدون طيار، ويجب على وزارة الدفاع أن تكون مستعدة لذلك حقًا”، مؤكدًا أهمية تطوير قدرات بلجيكا الدفاعية للتعامل مع التهديدات الحديثة.

وبناءً على ذلك، من المتوقع أن يقدم وزير الدفاع البلجيكي الأسبوع المقبل خطة بقيمة 50 مليون يورو لتأسيس نظام وطني لمكافحة الطائرات المسيرة.

وستشمل الخطة أنظمة الكشف المتقدمة، وأجهزة التشويش الإلكترونية، إلى جانب مدافع مصممة خصيصًا للتصدي للطائرات بدون طيار لحماية المنشآت العسكرية الحيوية.

تجدر الإشارة إلى أن قاعدة كلاين بروجيل تلعب دورًا محوريًا في استراتيجية الدفاع البلجيكية والأطلسية، نظرًا لتمركز الطائرات المقاتلة فيها وعلاقتها الوثيقة بالوجود الأمريكي في المنطقة.

ويثير اختراق الأجواء من قبل طائرات مجهولة تساؤلات حول أمن المنشآت العسكرية الأوروبية، ويعكس الحاجة المتزايدة لتعزيز أنظمة الدفاع الإلكتروني والفيزيائي لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة.

وتأتي الحوادث الأخيرة في وقت يتزايد فيه استخدام الطائرات بدون طيار في النزاعات حول العالم، سواء لأغراض عسكرية تقليدية أو للقيام بعمليات تجسسية معقدة، مما يجعل استثمار الدول الأوروبية في أنظمة مضادة للطائرات المسيرة ضرورة استراتيجية للحفاظ على الأمن القومي وحماية المعدات الحيوية.

وأكد وزير الدفاع البلجيكي أن وزارة الدفاع تعمل على تطوير خطة شاملة لمواجهة هذا النوع من التهديدات، بما يشمل التعاون مع شركاء دوليين لتعزيز القدرات الاستخباراتية ومكافحة الطائرات بدون طيار في الأجواء الأوروبية.

وأشار فرانكين إلى أن الاستعداد الجيد لمواجهة الطائرات المسيرة أصبح “عنصرًا لا غنى عنه” في حماية المنشآت العسكرية، لا سيما مع تصاعد احتمالات التجسس على تحركات الطائرات والذخيرة.

ويشير هذا الحادث إلى تحول نوعي في أساليب التجسس العسكري، حيث أصبح الاعتماد على الطائرات بدون طيار أمرًا شائعًا، ما يفرض على بلجيكا وبقية الدول الأوروبية تطوير أنظمة دفاعية متقدمة لضمان الأمن الاستراتيجي وحماية منشآتها الحساسة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.