بريطانيا تحذر من ضرورة تضاعف الإنفاق الدفاعي إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا

حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي وزيرة الخزانة راشيل ريفز من أن الإنفاق الدفاعي قد يحتاج إلى أن يتضاعف ثلاث مرات ليصل إلى مستويات الحرب الباردة إذا سُمح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا.

وصرح لامي بأن الفشل في تعزيز الدعم العسكري البريطاني الآن سيؤدي إلى تكاليف “أكبر بكثير” في المستقبل، مشيرًا إلى أنه أجرى محادثات مفصلة مع وزارة الخزانة وحذر من أن التوفير على المدى القصير سيكون له نتائج عكسية.

وفي حديثه بمؤتمر ميونيخ للأمن، دعا لامي الدول الأوروبية إلى تطوير قوتها العسكرية لردع العدوان الروسي في المستقبل، مستشهدًا بإنفاق بريطانيا على الدفاع بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الحرب الباردة. وأضاف: “عدم مواجهة التحدي الآن لن يوفر المال مستقبلاً، بل العكس تمامًا.”

وتصريحات لامي، التي تعكس خلافًا داخل مجلس الوزراء بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي، جاءت في ظل تدهور المالية العامة البريطانية وتوقعات بإعلان ريفز عن تخفيضات كبيرة في الإنفاق الشهر المقبل.

وأكد لامي التزام الحكومة بزيادة ميزانية الدفاع إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، لكنه لم يحدد موعد تحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى أن الوزراء سيعلنون خطة واضحة في الأشهر المقبلة.

وقد طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول الأوروبية بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% مع توجه الولايات المتحدة لتحويل مواردها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فيما دعا الأمين العام لحلف الناتو مارك روته إلى هدف جديد يتجاوز 3% في القمة المقبلة في يونيو.

واعتبرت تصريحات لامي تحذيرًا علنيًا لريفز قبيل إعلان الميزانية المصغرة، حيث من المتوقع أن تتضمن مزيجًا من تخفيضات الإنفاق وزيادات ضريبية لتجنب كسر قواعد الدين الحكومي.

تنفق بريطانيا حاليًا 56.9 مليار جنيه إسترليني على الجيش هذا العام و59.8 مليار جنيه العام المقبل، ما يمثل 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي، بعد أن كان الإنفاق الدفاعي فوق 7% حتى أواخر الخمسينيات وفوق 4% حتى أواخر الثمانينيات، مع انخفاضه إلى 1.98% في 2017. العودة إلى 7% تعني إنفاق أكثر من 170 مليار جنيه سنويًا.

وشدد لامي على ضرورة زيادة الإنفاق الأوروبي لدعم أوكرانيا وردع روسيا، مشيرًا إلى أن الدعم الحالي لا يتجاوز 0.01% من الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي. وأضاف: “علينا أن نفعل المزيد إذا أردنا مواجهة بوتين، فهذا ليس مجرد خط أمامي لأوكرانيا بل لأوروبا أيضًا.”

وجاء هذا التحذير بعد أن صدم ترامب الحلفاء بإعلانه عن مناقشة اتفاق سلام محتمل مع بوتين، تلاه تصريح لوزير دفاعه بيت هاغسيث بأن الأمن الأوروبي لم يعد “الأولوية الأساسية” للبيت الأبيض.

بدوره، حذر اللورد دانات، القائد السابق للجيش البريطاني، من أن رئيس الوزراء كير ستارمر سيُلقى في “مزبلة التاريخ” إذا فشل في زيادة الإنفاق الدفاعي، مشيرًا إلى أن الجيش البريطاني أصبح “منهكًا جدًا” لقيادة أي مهمة لحفظ السلام في أوكرانيا إذا تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.