أبوظبي – يورو عربي| كشفت وكالة “أسوسيتدبرس” الدولية عن شراكة استخباراتية بين دولة الإمارات العربية المتحدة مع روسيا استهدفت أمريكا وبريطانيا.
ونشرت الوكالة وثائق سرية مسربة تكشف عن تورط عملاء روس سريين بعلاقات جديدة مع الإمارات للعمل ضد وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.
ووفق الوثائق، فالجواسيس الأمريكيين سجلوا كلاما لضباط استخبارات روس يتفاخرون بإقناع الإمارات “بالعمل معا ضد وكالات الاستخبارات بلندن وواشنطن”.
وجاءت الوثائق السرية كجزء من الاختراق التجسسي الأمريكي الكبير، ونشرته الوكالة ضمن تقرير أعده نعمان ميرتشانت وإلين كينكماير وجون غرامبل
بينما رفض المسؤولون الأمريكيون التعليق على الوثيقة الموسومة بـ“سري للغاية”.
كما ردت الحكومة الإماراتية برفض أي اتهام أن الإمارات وطدت علاقاتها مع الاستخبارات الروسية، مؤكدة أنه “عار عن الصحة تمامًا”.
لكن يؤكد التقرير ارتفاع وتيرة مخاوف واشنطن من سماح الإمارات لروسيا والروس للتحايل على العقوبات التي فرضتها وحلفاؤها بسبب غزو أوكرانيا.
وتضم الوثيقة معلومة بنيت على بحث من 9 آذار وبعنوان “روسيا/ الإمارات علاقات استخباراتية تتعمق”، ولكن المسؤولين الأمريكيين امتنعوا عن تأكيد صحتها.
ولم تكن الوكالة قادرة على التثبت من صحتها، مع أنها تشبه بقية الوثائق المنشورة كجزء من التسريب الأخير.
وأعلنت وزارة العدل التحقيق بالتسريبات لوثائق من البنتاغون ظهرت مؤخرًا على عدة منصات للتواصل الاجتماعي.
وتضم في معظمها على خطط وتفاصيل المساعدة الأمريكية والناتو لأوكرانيا وتقييمات المخابرات الأمريكية لمواقف حلفائها بشكل قد يوتر العلاقات مع الدول.
ورأى المسؤولون الأمريكيون أن بعض الوثائق عدلت لكي توائم حملات التضليل الروسية.
وحذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جوني كيربي: “نظرا لمعرفتنا، على الأقل في بعض الحالات تمت فبركة المعلومات”.
وتكشف الوثيقة أنها تشير لفدرالية الخدمات السرية (أف أس بي) والتي خلفت وكالة كي جي بي من العهد السوفييتي “بمنتصف يناير زعم مسؤولون في أف أس بي أن مسؤولي المخابرات الإماراتية وافقوا على العمل معا ضد الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.
وذكرت أن ذلك وفق استخبارات الإشارة الجديدة المكتسبة، وتعني هنا الاتصالات المتنصت عليها عبر المكالمات الهاتفية أو الرسائل الإلكترونية.
واستنتج التقييم الاستخباراتي الأمريكي أن “الإمارات ربما نظرت للتعاون مع المخابرات الروسية كفرصة لتقوية العلاقات بين أبو ظبي وموسكو”.
وذكر أنها استخدمته لـ”تنويع الشراكات الاستخباراتية وسط القلق من فك الولايات المتحدة ارتباطها بالمنطقة”.
ولا تشير وثيقة الإمارات- روسيا إلى اتفاق أو إن كان يقصد من مزاعم المخبرين في أف أس بي هو التضليل قصدا أو عن غير قصد.
لكن المسؤولين الأمريكيين تطرقوا لزيادة في تعاملات الإمارات وروسيا.
مساعدة وزيرة الخزانة، إليزابيث روزنبيرغ قال إن الإمارات هي “بلد تحت النظر”.
وبينت أن الشركات تساعد روسيا على تجنب العقوبات الدولية وأخذ أشباه الموصلات بقيمة 5 ملايين دولار وتصدير قطع غيار خاضعة للرقابة.
وأكدت المخابرات الأمريكية علاقة محتملة بين الإمارات ومجموعة المرتزقة فاغنر المرتبطة بالكرملين ولها دور فاعل في أوكرانيا ودول أفريقية.
وعام 2020، قيمت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية أن “الإمارات ربما قدمت دعمًا لعمليات الجماعة”.
وقال الأستاذ المشارك في كينغز كوليج لندن أندرياس كريغ إن الإمارات هي “أهم شريك استراتيجي لروسيا في الشرق الأوسط وأفريقيا”.
وعقد مدير الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين محادثات مكثفة مع الإماراتيين في دبي عام 2020.
وتشترك روسيا والإمارات في النظرة لنزاعات عدة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وزادت وتيرة العلاقات بينهما مع تدفق الروس إلى الإمارات بعد الغزو، وفق قول كريستيان أورلشيسن، الخبير بالشرق الأوسط بجامعة رايس.
ونبه إلى وثيقة العلاقات الاستخباراتية والتعاون ضد المخابرات الأمريكية والبريطانية بأنها “مثيرة للدهشة”.
ونقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن الولايات المتحدة قلقة من تدفق المال في سوق العقارات بدبي.
وفي أكتوبر، أعلن مدعون فدراليون في نيويورك عن اتهامات ضد رجلين من روسيا يقيمان في دبي مع آخرين.
وأشاروا إلى أن ذلك بتهمة سرقة التكنولوجيا العسكرية من شركات أمريكية وتهريب ملايين البراميل من النفط وغسل عشرات ملايين الدولارات لأوليغارش من نخبة فلاديمير بوتين.
وذكر مدع لواحد من الروس المقيمين في دبي الذي أكد لشركائه “لا تقلقوا” من استخدام مؤسسة مالية في الإمارات لإتمام العقود “هذا أسوأ بنك في الإمارات” و”يدفعون لكل شيء”.
ووفق مراقبون، فالتسريب يأتي مع تحولات كبيرة في السياسة الخارجية الإماراتية، واختلاف معايرتها بعد سلسلة هجمات نسبت لإيران وقام بها حلفاؤها الحوثيون عام 2022.
وذكرت أنها وبعد الخروج الفوضوي من أفغانستان توصلت لتقارب مع إيران ولا تزال القوات الأمريكية في الإمارات بقاعدة الظفرة.
ويظل ميناء جبل علي من أهم الموانئ لرسو البحرية الأمريكية خارج المياه القارية للولايات المتحدة.
وظلت الإمارات ضمن قلة تُسير رحلات يومية ومباشرة إلى روسيا بعد الغزو لأوكرانيا.
للمزيد| بأوامر الاتحاد الأوروبي.. أوكرانيا تنتقم من كيانات اقتصادية في الإمارات
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=23730