دعوات أمريكية سعودية لوقف القتال والعمل باتفاقيات جدة لطرفي النزاع بالسودان
دعت كل من الرياض وواشنطن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الاتفاق مجددا على وقف جديد لإطلاق النار، بعدما أعلن الجيش تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب ما قال إنه "عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات".
شهدت مناطق عدة في الخرطوم اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وصفت بالأعنف منذ انتهاء الهدنة الأخيرة بينهما.
وقد أكد قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان على ضرورة التزام قوات الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمرافق الخدمية ومنازل المواطنين وإجلاء الجرحى لإنجاح منبر جدة.
وأكدت الولايات المتحدة التزامها مع السعودية بمحادثات جدة، والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، والعمل على اتخاذ خطوات لبناء الثقة بين طرفي الصراع.
وقد دعت كل من الرياض وواشنطن الأحد الماضي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الاتفاق مجددا على وقف جديد “فعال” لإطلاق النار، بعدما أعلن الجيش تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب ما قال إنه “عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات”.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ مايو/أيار الماضي، مفاوضات بين الطرفين بمدينة جدة نجحت في الوصول لهدنة بين الجانبين، غير أنه تم تعليقها مطلع يونيو/حزيران الجاري نتيجة “الانتهاكات الجسيمة والمتكررة” لوقف إطلاق النار المعلن.
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروق خلال سلسلة من الهدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.
من ناحية أخرى، قال إعلام مجلس السيادة أمس الثلاثاء في تغريدة على تويتر إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وأكد البرهان خلال الاتصال ثقته في منبر جدة بما يقود إلى سلام مستدام في السودان، كما شدد على ضرورة التزام قوات الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمرافق الخدمية ومنازل المواطنين وإجلاء الجرحى، وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية حتى يحقق منبر جدة نجاحه، وقالت مصادر في الجيش السوداني إن قرار العودة إلى المفاوضات لم يُتخذ بعد.
تتزامن هذه التطورات مع استمرار الاشتباكات في العاصمة السودانية، حيث أفاد سكان بوقوع “اشتباكات بكل أنواع الأسلحة” في جنوب الخرطوم شملت منطقة الكلاكلة وشارع الهواء، متحدثين عن سماع “أصوات انفجارات اهتزت لها جدران المنازل”.
وتحدث شهود عيان عن اشتباكات في حيي العمارات والديم وسط العاصمة، وسماع قصف “بالمدفعية الثقيلة من مراكز للجيش” في أم درمان.
وذكر مصادر محلية أن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، استمرت أكثر من ساعتين. وقد أظهرت صور من الخرطوم تصاعد أعمدة الدخان في أماكن مختلفة.
ووسط العاصمة، دق مدنيون وناشطون ناقوس الخطر بشأن وضع جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض والأزرق، والتي يقدر بأن عدد المقيمين فيها يتجاوز 30 ألف نسمة.
وأوضح شهود أن قوات الدعم منعت سكان الجزيرة من عبور الجسر الوحيد الذي يربطها بالمدينة، وحالت دون استخدامهم قوارب العبور إلى ضاحية بحري.
وقال محمد يوسف الذي يقطن في الجزيرة “هذا حصار كامل. إذا استمر لأيام ستنفد المواد الغذائية من المتاجر.. أصبح من غير الممكن نقل أي مريض إلى مستشفى خارج الجزيرة”، التي يخدمها مركز صحي صغير.
كما حذر “محامو الطوارئ” من “تفاقم الوضع” الإنساني في الجزيرة، مشيرين الى أن التضييق عليها بدأ منذ أيام.
يشار إلى أن الخرطوم ومدنا سودانية عدة تشهد منذ 15 أبريل/نيسان الماضي اشتباكات بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.
وقد أفاد شهود بنزول “العشرات” للاحتجاج في ضاحية بحري (شمال)، على تواصل أعمال العنف من دون أي أفق للحل، وهتفوا ضد البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ونعتوا كلا منهما بـ”القاتلان” اللذان يدمران السودان.
اقرأ أيضاً:
أمريكا الأطراف المتنازعة في السودان أعاقت وصول المساعدات الإنسانية للسودانيين
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=24828