رئيس صرب البوسنة يوقع قانونان جديدان قد يشعلان الحرب البوسنية
كتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تغريدة أن توقيع دوديك هذين القانونين اللذين يرفض فيهما سلطة المبعوث الدولي "ينتهك دستور البوسنة والهرسك ويقوّض اتفاقات دايتون".
وقع رئيس صرب البوسنة قانونان جديدان، اعتبرتهما دول غربية بمثابة تقويض لجهود السلام التي أنهت الحرب البوسنية في فترة التسعينات.
وكان رئيس جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك (المقرب من روسيا) وقع أول أمس الجمعة قانونا يلغي سلطة الممثل السامي الدولي في البوسنة داخل الكيان الصربي، وهو ما ينذر بمزيد من التوترات في الدولة الواقعة في البلقان والمنقسمة عرقيا.
ويمثل هذا القرار تحديا كبيرا للممثل السامي الدولي في البلاد، الذي يشرف على تطبيق اتفاقات دايتون للسلام التي أنهت الحرب البوسنية (1992-1995)، ويشغل هذا المنصب حاليا الألماني كريستيان شميت.
ويتمتع الممثل السامي الدولي بسلطات تنفيذية مهمة، لا سيما إقالة مسؤولين منتخبين وفرض قوانين، وهناك شق آخر من القانون -الذي وقعه دوديك الجمعة- يعلق اعتراف الكيان الصربي بقوانين أصدرتها المحكمة الدستورية البوسنية.
ودخل القانونان، اللذان وافق عليهما نواب الكيان الصربي البوسني يونيو/حزيران الماضي، حيز التنفيذ رسميا اليوم الأحد مع نشرهما في الجريدة الرسمية لجمهورية صرب البوسنة.
وأنهت اتفاقات دايتون للسلام لعام 1995 -التي رعتها الولايات المتحدة- نحو 4 سنوات من الحرب في البوسنة قُتل فيها نحو 100 ألف شخص، عن طريق تقسيم البلاد إلى منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي، جمهورية صرب البوسنة (صربسكا) التي يسيطر عليها الصرب والاتحاد الذي يتقاسمه البوسنيون والكروات وتربطهما حكومة مركزية ضعيفة.
وأثارت مبادرات الكيان الصربي ردود فعل منددة من جانب قادة مسلمين بوسنيين، كما انتقدتها واشنطن وباريس وبرلين.
وكتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في تغريدة أمس السبت- أن توقيع دوديك هذين القانونين اللذين يرفض فيهما سلطة المبعوث الدولي “ينتهك دستور البوسنة والهرسك ويقوّض اتفاقات دايتون”.
وقد قع دوديك القانونين بعد أيام فقط على محاولة شميت إسقاط هذه الخطوات المثيرة للجدل بإصداره أمرا تنفيذيا يعتبرهما لاغيين ويمنع تطبيقهما.
وأصدر شميت القرار نهاية الأسبوع الماضي إلى جانب إجراء آخر يسمح للقضاء البوسني بملاحقة سياسيين يعارضون أوامره أو قرارات المحكمة العليا مع عقوبات قد تصل إلى السجن 5 سنوات.
ومنذ تعيينه في هذا المنصب عام 2021، يرفض قادة صرب البوسنة -لا سيما ميلوراد دوديك- سلطة السياسي الألماني الجنسية، لأن مجلس الأمن الدولي لم يصادق على تعيينه كما حدث مع المبعوثين السابقين.
ويُعد دوديك مقرّبا من روسيا، وهو مستهدف بعقوبات أميركية وبريطانية بعد أن ضاعف التهديدات الانفصالية في السنوات الأخيرة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تعهد دوديك بمواصلة معارضة سلطة المبعوث الدولي، وكانت روسيا، الحليف الدولي الرئيسي لصرب البوسنة، اقترحت في يوليو/تموز 2021 على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار -شاركت في رعايته الصين- ينص على إغلاق مكتب المبعوث الدولي في يوليو/تموز 2022، لكن المشروع لقي رفضا بعد أن اتهم دبلوماسيون غربيون موسكو بالرغبة في تقويض دوره.
اقرأ أيضاً:
صرب البوسنة تعلن الفوز في انتخابات الإعادة
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=25705