أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، عن تنفيذ عملية تبادل أسرى جديدة مع روسيا شملت 168 شخصاً، بواقع 84 أسيراً من كل جانب، في إطار صفقة أُبرمت بوساطة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب بيانات رسمية، ارتفع إجمالي عدد السجناء الذين تم إطلاق سراحهم بين البلدين بوساطة إماراتية منذ بداية الأزمة إلى 4,349 أسيراً، تمت إعادتهم عبر 16 عملية تبادل.
زيلينسكي: “نعيد الأوكرانيين إلى وطنهم”
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رحّب بالخطوة، ونشر بياناً على منصة “إكس” قال فيه: “نعيد الأوكرانيين إلى وطنهم. عملية تبادل جديدة شملت 84 شخصاً من العسكريين والمدنيين. جميعهم تقريباً يحتاجون إلى رعاية طبية وإعادة تأهيل شاملة”.
وأضاف أن من بين المفرج عنهم مواطنين أوكرانيين احتجزوا لدى روسيا منذ عام 2014، إضافة إلى مدافعين عن مدينة ماريوبول، كانوا ضمن القوات التي واجهت الحصار الروسي في المراحل الأولى من الحرب.
شكر للإمارات ودعوة لاستمرار التبادل
زيلينسكي وجّه شكره الخاص لدولة الإمارات على دورها في إتمام الصفقة، قائلاً: “أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على مساعدتها في هذا التبادل. وفوق كل شيء، أتقدم بالشكر لمحاربينا الذين يرفدون صندوق التبادل أسبوعياً على خط المواجهة”.
وأكد أن شجاعة وفعالية الوحدات القتالية على الجبهات هي التي تُمكّن أوكرانيا من إعادة مواطنيها، مشيراً إلى أن المزيد من عمليات التبادل ستجري مستقبلاً.
الإمارات: وساطة مستمرة وحلول سلمية
وزارة الخارجية الإماراتية أصدرت بياناً عبر وكالة أنباء الإمارات (وام)، أكدت فيه نجاح هذه الوساطة، مشيرة إلى أن إجمالي عدد عمليات الوساطة التي قادتها الإمارات منذ اندلاع الحرب بلغ 16 عملية، وهو ما يعكس “متانة وتميز علاقات الإمارات مع كل من روسيا وأوكرانيا”.
وشددت الوزارة على أن الإمارات ستواصل جهودها لضمان نجاح المساعي الرامية إلى حل سلمي للصراع الأوكراني، والعمل على تخفيف الآثار الإنسانية للحرب.
دبلوماسية محمد بن زايد
العملية الأخيرة جاءت بعد أيام من زيارة رسمية قام بها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلال اللقاء، تبادل الجانبان الشكر على جهود الوساطة، إذ أعرب الشيخ محمد بن زايد عن تقديره لتسهيل روسيا عمليات التبادل، فيما شكر بوتين الإمارات على دورها الفاعل في هذا الملف الإنساني المعقد.
آفاق سياسية… لقاء بوتين وترامب
تأتي هذه التطورات قبيل قمة مرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من المقرر عقدها يوم الجمعة في قاعدة جوية بألاسكا.
الكرملين أعلن أن القمة ستركز على “حل الأزمة الأوكرانية”، ما يفتح الباب أمام احتمال بحث ترتيبات لوقف إطلاق النار أو اتفاقات جزئية تشمل ملفات إنسانية وأمنية.
هذه القمة ستكون الأولى التي يُسمح فيها لبوتين بدخول الأراضي الغربية منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، وهي حرب أودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين على جانبي الصراع، وأدت إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ملف إنساني في قلب الحرب
ملف تبادل الأسرى بين موسكو وكييف بات أحد القنوات القليلة التي تشهد تعاوناً مباشراً بين الطرفين رغم استمرار المعارك. وتصف منظمات حقوقية هذه العمليات بأنها “بارقة أمل” للأسر والعائلات التي تعاني من فراق أحبائها، لكنها تؤكد في الوقت نفسه أن الحاجة ماسة لاتفاق شامل يضع حداً للاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة في معسكرات الأسر.
ويرى محللون أن الوساطة الإماراتية في هذا الملف تمثل نموذجاً لما يمكن أن تلعبه الدول ذات العلاقات المتوازنة مع طرفي النزاع، خصوصاً أن أبوظبي تحافظ على قنوات اتصال نشطة مع موسكو وكييف على حد سواء.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29549