زيلينسكي يدعو لإبقاء الضغط على روسيا مع اتساع ضرباتها لمنشآت الطاقة الأوكرانية

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف إلى عدم تخفيف الضغط على موسكو عبر العقوبات والرسوم والإجراءات المشتركة ضد مشتري النفط الروسي، محذرًا من أن روسيا تكثف هجماتها بينما تنشغل أنظار العالم بتطورات الشرق الأوسط.

جاء ذلك عقب موجة جديدة من الضربات الروسية التي استهدفت بنية الطاقة في أنحاء أوكرانيا، وأدت إلى أضرار وانقطاعات كهرباء واسعة قبل ذروة الشتاء.

وأفادت تقديرات رسمية وإعلامية بأن الهجمات شملت مناطق كييف وأوديسا وتشيرنيهيف ودونيتسك ضمن استراتيجية متجددة لإرباك الشبكة الكهربائية.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية من جهتها تنفيذ ضربات على منشآت للطاقة تقول إنها جزء من المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، في سردية تسعى لإضفاء طابع عسكري على أهداف البنية التحتية.

ونقلت وسائل إعلام روسية ودولية عن موسكو إعلانها أيضًا إسقاط عشرات المسيّرات الأوكرانية خلال الساعات الماضية، في حين تتحدث كييف عن اتساع نطاق الاستهداف لبؤر التوليد والنقل الكهربائي.

وقد شدد زيلينسكي في رسالة عامة على إمكان إدارة مسارين متوازيين دوليًا: دفع عملية السلام في الشرق الأوسط ومواصلة الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتقاطعت رسالته مع تغطيات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة تشير إلى سعي كييف لربط أي انفراج دبلوماسي إقليمي بزيادة الزخم للملف الأوكراني، بما في ذلك تشديد القيود على صادرات الطاقة الروسية.

وكانت فرنسا دانت الضربات الأخيرة على منشآت الطاقة الأوكرانية.

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إنه تحدث مع زيلينسكي وأدان قصف البنية التحتية الحيوية الذي يستهدف فعليًا المدنيين عشية الشتاء، محذرًا من أن موسكو ستدفع الثمن إذا واصلت رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف أن باريس تعمل مع الشركاء لمساعدة أوكرانيا في إعادة تأهيل الخدمات الأساسية، من كهرباء وتدفئة ومياه.

وفي المقابل، تواصل كييف توجيه ضربات في العمق الروسي ضد منشآت الطاقة.

فقد أفادت مصادر أوكرانية ودولية بأن طائرات مسيّرة استهدفت مصفاة باشنفت في مدينة أوفا الواقعة على بعد نحو 1200 إلى 1400 كيلومتر من الخطوط الأمامية، ما تسبب بانفجارات وحرائق وأضرار في وحدات معالجة حيوية.

وتندرج هذه العملية ضمن سلسلة هجمات لطالما سعت كييف من خلالها إلى تقليص قدرة روسيا على تكرير الوقود وتصديره.

وأوردت تقارير صحافية أن أجهزة الاستخبارات الأميركية ساعدت أوكرانيا خلال الأشهر الماضية في تحديد أهداف حيوية داخل شبكة الطاقة الروسية وتوجيه الضربات الطويلة المدى، في مسعى لرفع كلفة الحرب على موسكو عبر الضغط على منظومتها اللوجستية وأسعار الطاقة.

ولم تؤكد واشنطن رسميًا التفاصيل العملية، لكن هذه التسريبات تتسق مع توجه أميركي معلن لدعم قدرات كييف بعيدة المدى ضمن قيود تفادي التصعيد المباشر.

وعلى الصعيد الميداني داخل أوكرانيا، تتواصل جهود إعادة الخدمة الكهربائية. ففي كييف، أُعلن عن استعادة الكهرباء لمئات الآلاف من السكان بعد إصلاحات طارئة على بعض محطات التحويل التي تضررت بالقصف.

وتستعد شركات الطاقة الأوكرانية لشتاء قاسٍ مع توقع تزايد استهداف منشآت التوليد والنقل، بينما تسعى الحكومة إلى تعزيز الدفاع الجوي وتوزيع الأحمال وتقوية الربط الإقليمي حيثما أمكن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.