باريس – يورو عربي| أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستكون أحدث دولة أوروبية تنسحب من اتفاقية للطاقة تزعم جماعات بيئية أن صناعة الوقود الأحفوري تستخدمها لتحدي الإجراءات البيئية.
ودخلت معاهدة ميثاق الطاقة حيز التنفيذ عام 1998 لحماية الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة.
ودعت المنظمات غير الحكومية المعنية بالمناخ والبيئة إلى انسحاب جماعي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من المعاهدة، وأبرزها فرنسا.
واتفقت الدول الأعضاء العام الماضي على ضرورة مراجعة المعاهدة لوقف أي استثمارات إضافية في مشروعات البنية التحتية للطاقة القائمة على الوقود الأحفوري.
وقالت إن ذلك “ما لم تكن متوافقة تماما مع مسار طموح ومحدد وواضح نحو الحياد المناخي”، تماشيا مع أهداف الأمم المتحدة.
ودعا ماكرون لـ”تسريع هائل” لوتيرة تطوير الطاقة المتجددة في بلاده، ويشمل ذلك مزارع الرياح البحرية والطاقة الشمسية.
ونبه إلى أن ذلك بخطة جديدة تسعى إلى لحاق فرنسا المتأخرة بركب سياسات الطاقة لدى جيرانها في الاتحاد الأوروبي.
في سياق آخر، أعلنت فرنسا عن رصد بحريتها لغواصة روسية قبالة سواحل مقاطعة بروتاني شمال غرب فرنسا في أواخر سبتمبر الماضي.
وكتبت الوزارة على “تويتر”: “الغواصة الروسية شوهدت على بعد 7 كيلومترات قبالة سواحل بروتاني في 29 سبتمبر، رافقتها فرقاطة نورماندي متعددة الأغراض”.
وذكرت أن الحديث عن غواصة نوفوروسيسك التي تعمل بالديزل والكهرباء.
وأشارت إلى أنها بإطار مهمة مراقبة المياه الإقليمية، رافقت البحرية الفرنسية الغواصة “بالتعاون مع السفن الحربية الإسبانية والبريطانية”.
وكشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيرغ عن أن أوروبا تشهد “أكبر حشد لقوات عسكرية” منذ الحرب الباردة، بإشارة لجنود روسيا على الحدود الأوكرانية.
وقال ستولتنبيرغ لقناة ألمانية إن الأمر “يتجاوز بكثير (إجراء) مناورات وأن روسيا قادرة بالتأكيد (…) على مهاجمة” أوكرانيا.
ووجه الغرب تهديدات قاسية مع حشد روسيا بفرض عقوبات غير مسبوقة، على إثر كشف نيتها مهاجمة كييف.
وكشف أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا “تمهيدا لشن عملية غزو جديدة” لكييف.
لكن موسكو تنفي مرارا وتؤكد أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا.
وشددت على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا.
وأكدت أن ذلك استعدادا لعقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن الروسي.
فيما قال مدير إدارة الأمن في العاصمة الأوكرانية كييف إنه ينوط بهم إجلاء جميع السكان من كييف إذا وصلت “الأعمال القتالية” إلى العاصمة حال وقوع عدوان.
وأكد المسؤول أن حالة وقوع أعمال قتالية سيجري الإجلاء، ولن يبقى بالمدينة سوى عمال البنية التحتية المهمين والقوات المسلحة الأوكرانية”.
وأشار إلى أن أولئك الذين لا يريدون المغادرة سيبقون في كييف.
وكانت وسائل إعلام بريطانية زعمت أن “غزو القوات المسلحة من روسيا لأراضي أوكرانيا” سيحدث بالضبط تمام الساعة الواحدة منتصف الليل بتوقيت لندن ليلة 16 فبراير.
بينما في اليوم التالي أعادت صحيفة “ذا صن” تحرير مقالتها على الموقع، ونشرت “ميرور” نصًا جديدًا يفيد بعدم وقوع “الغزو”.
إلا أن صحيفة “بوليتيكو” نشرت مؤخرًا تقريرا قالت فيه إن “الغزو الروسي لأوكرانيا” سيكون بعد 20 فبراير الجاري.
وتقول موسكو إن التصريحات الغربية التي تزعم أنها تستعد لاستفزازات بأوكرانيا متواصلة، رغم عودة قواتها لأماكن انتشارها بعد التدريبات.
وكذب رجل الاستخبارات الأمريكية السابق اللاجئ إلى روسيا إدوارد سنودن تقارير إعلامية أمريكية عن “الهجوم الروسي” الوشيك على أوكرانيا.
وكتب سنودن على حسابه بـ”تويتر”: “أود أن ينتهي النزاع في أوكرانيا، وبصراحة أعتقد أن جميع العقلانيين يشاطرونني ذلك”.
وقال: “السؤال يكمن فيما إن كانت التصريحات الرسمية التي تطلق بكثافة دون أي دليل تسهم بتراجع العدوان، أو تحرض عليه في الحقيقة”.
وأشار سنودن إلى أنه يشكك بتقارير عن “هجوم روسيا” لأن الاستخبارات الأمريكية “أدلت بتصريحاتها دون أن تقدم أي أدلة”.
يذكر أن تقارير إعلامية غربية وخاصة الأمريكية زعمت أن روسيا تستعد للهجوم على أوكرانيا في 15 أو 16 فبراير الجاري.
وردت روسيا بالسخرية من ذلك، نافية وجود أي خطط لديها لشن أي “هجوم” على أوكرانيا.
واعتبرت التصريحات الغربية جزءا من الحملة الإعلامية المعادية لروسيا.
وكشف مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن زيارة قريبه له لأوروبا في سبيل تعزيز جهوده الدبلوماسية لتهدئة أزمة روسيا وأوكرانيا.
وقال المكتب إن “جونسون سيتحاور مع قادة العالم بشأن الوضع وسيزور أوروبا نهاية الأسبوع، إذ زارها قبل أسبوعين كييف لتقديم دعمه لها”.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني يرغب بالتحدث مع قادة بلدان شمال أوروبا ودول البلطيق.
وذكر أنه التقى أمين عام حلف شمال الأطلسي وقادة أمريكا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبولندا ورومانيا وليتوانيا وهولندا والاتحاد الأوروبي”.
وأكد المتحدث باسم مكتب جونسون أن “الأزمة على الحدود الأوكرانية وصلت إلى نقطة حرجة”.
وقال: “كل المعلومات التي في حوزتنا تشير إلى أن روسيا يمكن أن تغزو أوكرانيا بأي وقت.. ستكون لهذا عواقب كارثية على أوكرانيا وروسيا”.
وأضاف: “لا تزال هناك فرصة لوقف التصعيد والدبلوماسية، وسيواصل رئيس الوزراء العمل بلا كلل إلى جانب حلفائنا لجعل روسيا تبتعد عن حافة الهاوية”.
وفشلت جولات محادثات عدة بحل الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها “واحدة من أخطر الأزمات منذ نهاية الحرب الباردة قبل 3 عقود”.
كما حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا يمكن أن تنفذ “غزوا لأوكرانيا “في أي يوم من الآن”.
ودعت مواطنيها في كييف إلى المغادرة على الفور.
وردت موسكو على اتهامات واشنطن بأنها تشن حملة دعائية ضدها بالحديث عن “عدوان روسي محتمل على أوكرانيا”.
وارتفعت وتيرة التحذيرات الأمريكية من أن قوات روسيا قد تبدأ قريبًا بغزو الأراضي الأوكرانية.
وقال البيت الأبيض إن الغزو قد يبدأ بقصف جوي يجعل المغادرة صعبة ويعرض المدنيين للخطر.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال لنظيره الأمريكي أنتوني بلينكين، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “تجاهلا المطالب الأمنية لبلاده”.
ونفت موسكو مرارا وجود أي خطط لغزو أوكرانيا، رغم حشدها لأكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود.
وأعلنت واشنطن أن موظفيها غير الأساسيين تلقوا أوامر بمغادرة السفارة.
وأكدت تعليق الخدمات القنصلية، لكن واشنطن “ستحتفظ بوجود قنصلي صغير” بمدينة لافيف غربي أوكرانيا “للتعامل مع حالات الطوارئ”.
بينما قالت روسيا إنها قررت “ترشيد” أعداد موظفيها الدبلوماسيين في أوكرانيا.
وأشارت متحدثة باسم وزارة الخارجية إلى مخاوف من “استفزازات” من قبل كييف أو أطراف أخرى.
ورغم ذلك، أكدت سفيرة بريطانيا في أوكرانيا، ميليندا سيمونز، بأنها وفريقا أساسيا يقيمون في كييف.
وارتفعت وتيرة محاولات تهدئة التوترات من خلال الدبلوماسية.
إذ تحدث كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف.
كما اتهمت موسكو الدول الغربية بإثارة الرعب.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن القوات الروسية الآن “في وضع يمكنها من القيام بعمل عسكري كبير”.
وبحسب مراقبون، فإنه ينظر لتصريحاته بأنها تصاعد في نبرة التحذيرات التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون.
وقال: “من الواضح أننا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل، ولا نعرف بالضبط ما سيحدث”.
وأضاف: “لكن الخطر الآن مرتفع بما فيه الكفاية والتهديد الآن فوري بما يكفي لدرجة أن [المغادرة] حكيمة”.
وحذر مسؤولون أمريكيون من زيادة حشود القوات الروسية على الحدود الأوكرانية خلال الأسبوع الماضي.
وأشاروا إلى المناورات العسكرية الروسية المخطط لها في البحر الأسود في الأيام المقبلة.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن إنه لن يرسل قوات لإنقاذ أي مواطنين تقطعت به السبل في حالة تحرك روسي.
وكان بايدن استضاف مكالمة فيديو مع قادة عبر الأطلسي لتنفيذ عمل منسق، لإلحاق عواقب اقتصادية وخيمة على روسيا إذا غزت أوكرانيا.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=21876