أثينا – يورو عربي| ضبطت اليونان أكثر من 38 سوريا على حدودها مع تركيا، تقطعت بهم السبل منذ أيام، في جزيرة على نهر إيفروس الحدودي.
وقال وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراخي إن هؤلاء عبروا الحدود مع اليونان، مؤكدًا مقتل فتاة سورية 5 أعوام كانت بينهم.
وأشار أثناء زيارة للمنطقة إلى أنه “تحت تهديد بالعنف، أرغموهم على التوجه نحو اليونان”.
وبين أن 35 سوريًا وثلاثة فلسطينيين وصلوا إلى الضفة التركية من النهر، وأرغمتهم أنقرة على التوجه إلى الجزيرة.
ومؤخرا، أعلنت اليونان عن تفكيك منظمة إجرامية دولية متورطة في الإتجار بالبشر داخل وخارج البلاد.
وقالت وسائل إعلام محلية إن اعتقالات تمت بأنحاء منطقة “أتيكا” بالعاصمة أثينا الأسبوع الماضي.
وذكرت أن اليونان قبضت على 9 أجانب يشتبه بأنهم يعملون مع العصابة و3 مهاجرين.
وأشار إلى أنه رفع دعاوى مماثلة ضد 19 شخصا آخرين.
وبحسب الشرطة، تنقل المنظمة المهاجرين إلى اليونان، ثم تقوم بإيوائهم بشقق في وسط أثينا.
جاء ذلك قبل نقلهم مقابل سعر إضافي إلى دول أخرى داخل الاتحاد الأوروبي.
وتحد السلطات من عمليات العبور على حدودها، سواء بصد وإرجاع قوارب المهاجرين ببحر إيجة، أو بإعادة المهاجرين العبور الحدود البرية مع تركيا.
وأعلن خفر السواحل في اليونان عن إنقاذ 108 مهاجرين عقب غرق قاربهم قبالة جزيرة ديلوس في بحر إيجه، مع اعتبار 4 بمتن القارب بعداد المفقودين.
وأكد خفر السواحل في بيان استمرار مهمة الإنقاذ رغم أحوال المناخ، مضيفة: “لم يرتد المهاجرون سترات نجاة على متن القارب”.
يذكر أن مليون مهاجر وصلوا اليونان من تركيا منذ عام 2015، أكمل معظمهم رحلتهم باتجاه دول أوروبية أخرى.
واتهمت تركيا حرس الحدود في اليونان بقتل مهاجر أثناء محاولته عبور الحدود التركية اليونانية، بصورة غير شرعية، وهو ما ردت عليه بالنفي.
وقالت وكالة “دميرورين” للأنباء الخاصة إن القتيل كان برفقة 8 أشخاص محاولًا العبور من أنقرة إلى أثينا كبوابة لدول الاتحاد الأوروبي.
وذكرت أن حرس الحدود في اليونان فتح النار على مهاجرين أفغان حاولوا عبور السياج ما نتج عنه إصابة شخص بجروح خطيرة مات في إثرها لاحقاً في المستشفى.
لكن وزير الحماية المدنية اليوناني تاكيس ثيودوريكاكوس اتهم أنقرة بنشر “أخبار مضلِّلة”، وأنّ لها “ماضٍ مضطرب باستغلال المهاجرين غير الشرعيين”.
وتوترت علاقات اليونان وتركيا عقب اضطرابات متكررة منذ عقود، ونزاعات حدودية.
وتبادلت أنقرة وأثينا اتهامات بانتهاك المياه الإقليمية والمجال الجوي لكل منهما.
وأعلنت اليونان عن بدء إغلاق الحدود مع تركيا تماما شمال شرق البلاد، من خلال مد السياج الحدود الفاصل بين أثينا وأنقرة.
وذكر وزير الهجرة نوتيس ميتاراكيس أن السياج الحدودي يصل 35 كيلومترا، مبينا أنه سيزيد وفق الخطة بمقدار 80 كيلومترًا أخرى.
وذكر أن تمديد السياج سيؤمن المناطق التي تستخدم للعبور سيرا على الأقدام من تركيا إلى اليونان.
وجاء الإعلان مع تصاعد التوتر الشديد بين أثينا وأنقرة.
وسبق وأن دعت تركيا إلى تحرك فوري وعاجل من المجتمع الدولي ضد اليونان، إثر إعادتها المهاجرين قسرًا وممارساتها وانتهاكاتها التي ينتج عنها وفاة طالبي اللجوء.
وعلقت أنقرة في بيان على وفاة 19 مهاجرًا جراء البرد، بعدما أجبرتهم القوات اليونانية على خلع ملابسهم والعودة إلى الأراضي التركية.
وقالت إن صد اليونان للمهاجرين بانتهاك للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان لا يزال يودي بحياة أبرياء”.
وذكرت تركيا أن النهج غير الشرعي وعديم الضمير يستهدف حق المهاجرين في الحياة، وحفر بالأذهان كنقطة عارٍ على أوروبا.
وبينت أن “الاتحاد الأوروبي يلتزم الصمت بشأن موقف اليونان الظالم تجاه المهاجرين غير النظاميين، ويترك مبادراتنا بلا جواب”.
وختمت: “نداؤنا هو التحقيق بممارسات اليونان التي تتجاهل جميع القيم الإنسانية، وعدم التزام الصمت حيال انتهاكاتها”.
يذكر أن تركيا عثرت قبل يومين على جثامين 11 مهاجرا قرب الحدود اليونانية بولاية أدرنة ونقلت آخرا للمشفى، إذ فارق الحياة جراء البرد.
كما حذرت منظمة إنسانية من أزمة جوع تطال مخيمات المهاجرين واللاجئين في اليونان عقب معاناتهم منذ شهور.
جاء ذلك رغم دعوة الحكومة لتزويدهم بالطعام الكافي والضروريات الأساسية.
وقالت الإحصائيات إن 16560 شخصًا يعيشون بمخيمات اللاجئين المنتشرة في جميع أنحاء اليونان.
وأشارت إلى أن بينهم أشخاص ينتظرون البت بطلبات لجوئهم ومجموعة قُبلت طلباتهم أو رُفضت في اليونان.
وذكرت لجنة الإنقاذ الدولي (IRC) أن أولئك الذين هم خارج إجراءات اللجوء 40% من المهاجرين، ولا تشملهم مساعدات عقود التموين الحكومية.
وبحسب السياسة المنفذة بأكتوبر الماضي نقلت مسؤولية المساعدة النقدية للمهاجرين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحكومة أثينا.
ويطلب منها توفير الغذاء فقط لأولئك الذين لم يتلقوا بعد قرار لجوء نهائي، ويقدر عددهم بـ حوالي 10200 شخص.
وكانت اليونان قررت زيادة القدرة الاستيعابية لبرنامج إسكان اللاجئين “أستيا”، الذي يموله الاتحاد الأوروبي، إلى 23 ألفا و253 مكانا.
جاء ذلك عقب تولي إدارة البرنامج بشكل كامل بدلا من المنظمات غير الحكومية.
ويوفر البرنامج المأوى لـ 14,435 لاجئا وطالب لجوء بنهاية نوفمبر الماضي في اليونان.
وقالت أثينا إن المخطط نما إلى 23,253 مكانا، بما يوفر لطالبي اللجوء الأكثر ضعفا الأمل في مستقبل أفضل.
وانتقل برنامج دعم اللجوء والاستضافة “أستيا” من المنظمات غير الحكومية إلى وزارة الهجرة واللجوء بيناير 2021.
ومن بين الأماكن البالغ عددها 23,253 مكانا، هناك 3571 شقة و185 غرفة في 20 مبنى.
ويأوي 14,435 شخصا، وهو ما يمثل 67% من السعة.
وتتوزع المرافق في 15 مدينة وجزيرة واحدة في جميع أنحاء اليونان.
لكن البرنامج اكتمل أيضا في جزيرتي كيوس وليسبوس بنهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
ويؤمن “أستيا” مساكن مستأجرة لطالبي اللجوء واللاجئين المستضعفين في اليونان، وتقول وزارة الهجرة إن الاندماج هو المفتاح.
وحل البابا فرنسيس ضيفا على مخيم المهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية.
وذلك للدعوة لدمج أفضل للاجئين في أوروبا، التي تواجه صعوبة، في إبداء تضامن.
كما سيزور في اليوم الثاني من رحلته الخاطفة إلى مخيم مافروفوني الذي ما زال يضم نحو 2200 طالب لجوء بظروف صعبة.
واستقبل البابا حشدا من المهاجرين بين الحاويات والخيم في المخيم، بأجواء تتسم بحفاوة كبيرة.
وحيا العائلات الحاضرة وباركها وكان بين أفرادها أطفال كثر.
وانتشر 900 شرطي ورفعت لافتات للترحيب بالبابا أو التنديد بعمليات ترحيل مهاجرين إلى تركيا التي يقال إن “السلطات اليونانية تنفذها”.
وقال الفاتيكان إن البابا فرنسيس سيحل ضيفا على جزيرة قبرص المطلة على البحر المتوسط ثم اليونان بين 2-6 ديسمبر المقبل.
وأوضح المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني في بيان إن “البابا سيتوجه إلى قبرص”.
وأشار إلى أنه سيحط في نيقوسيا بين 2 و4 ديسمبر، واليونان من 4 إلى 6 ديسمبر، وسيزور أثينا وجزيرة ليسبوس.
ومع جائحة كورونا، قلص البابا الأرجنتيني (85عامًا) بديسمبر وخضع لعملية جراحية بالقولون في يوليو، رحلاته بشكل كبير العام الماضي.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=21074