فرنسا تكافح أكبر حريق غابات منذ عام 1949: كارثة بيئية تهدد الجنوب وتستنفر أوروبا

تواصل فرق الإطفاء في فرنسا، ولليوم الثالث على التوالي، معركتها الشرسة لاحتواء أكبر حريق غابات يضرب البلاد منذ ما يقرب من ثمانية عقود. النيران التي اندلعت في منطقة أود جنوبي البلاد التهمت حتى الآن أكثر من 16 ألف هكتار، أي ما يعادل مساحة تزيد عن مرة ونصف من العاصمة باريس، وأسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة 13 آخرين، بينهم 11 رجل إطفاء.

في ظل هذه الكارثة البيئية غير المسبوقة منذ عام 1949، أعلنت السلطات فقدان ثلاثة أشخاص على الأقل، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث والتمشيط في المناطق المنكوبة. وقالت الحكومة المحلية إن أحد الجرحى في حالة حرجة بعد إصابته أثناء محاولة إخماد ألسنة اللهب التي تواصل امتدادها بوتيرة مفاجئة.

مشاهد الدمار
رئيس بلديات منطقة أود، جان جاك مارتي، وصف المشهد بأنه “كارثي”، مؤكداً في تصريحات إذاعية أن البلديات المحلية لم تشهد شيئاً بهذا الحجم من قبل. وأضاف أن النيران دمرت على الأقل 36 منزلاً و40 سيارة، مشيرًا إلى أن الأهالي يعانون من “حالة ذعر حقيقية”، في ظل التحذيرات المتكررة بالبقاء في المنازل أو المغادرة الفورية للمناطق المهددة.

وفي سان لوران دو لا كابريس، إحدى القرى المتضررة، شوهدت شاحنات محترقة وبقايا منازل متفحمة، في مشهد يعيد إلى الأذهان حرائق عام 1949، التي أودت حينها بحياة 82 شخصاً جنوب غرب مدينة بوردو، بعد أن التهمت النيران أكثر من 50 ألف هكتار.

تقدم النيران وسرعتها المفاجئة
على الرغم من تباطؤ امتداد النيران خلال الساعات الأخيرة، لم يتم بعد السيطرة الكاملة على الحريق. وقال كريستيان بوجيه، محافظ منطقة أود، إن سرعة التقدم الميداني للنيران بلغت 6 كيلومترات في الساعة، ما فاجأ فرق الإطفاء وأربك خطط السيطرة. وتبذل السلطات جهودًا مضاعفة لاحتواء الحريق قبل نهاية الخميس، مع توقعات بزيادة الرياح وارتفاع درجات الحرارة.

الحريق اندلع صباح الثلاثاء على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الفرنسية الإسبانية، وسرعان ما اجتاح أراضٍ تغطيها غابات الصنوبر الجافة، والتي تُعرف بسرعة احتراقها. ويُعتقد أن الظروف المناخية القاسية—الجفاف، ودرجات الحرارة المرتفعة، والرياح—ساهمت في تفاقم الوضع.

مقارنة تاريخية ومخاوف من تكرار الكارثة
بحسب صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، فإن هذا الحريق هو الأكبر من نوعه منذ حريق بوردو عام 1949، فيما لم تتجاوز حرائق الغابات في السنوات الأخيرة—باستثناء حريق 2022 الذي دمر 30 ألف هكتار—حاجز 10 آلاف هكتار في حادثة واحدة.

ويحذر الخبراء من أن تكرار هذا النوع من الكوارث أصبح مرجحًا أكثر من أي وقت مضى، بفعل التغيرات المناخية وازدياد موجات الحر.

هل تطلب فرنسا المساعدة الدولية؟
حتى الآن، لم تطلب فرنسا دعماً دولياً، لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت استعداد الاتحاد الأوروبي للتدخل. وفي تغريدة لها على منصة X، كتبت:

“أوروبا تقف إلى جانب فرنسا في مواجهة أسوأ حرائق غابات في تاريخها الحديث التي اندلعت في أود. نحن مستعدون لتعبئة الموارد إذا دعت الحاجة”.

وتملك المفوضية الأوروبية آليات دعم طارئة عبر جهاز الحماية المدنية الأوروبي، تشمل إرسال طائرات إطفاء ومعدات ثقيلة وفرق تدخل سريع.

التحذير من موجة حر جديدة
توقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية موجة حر جديدة تبدأ في أجزاء من جنوب البلاد يوم الجمعة، وتستمر لعدة أيام، ما يفاقم المخاوف من اندلاع حرائق جديدة أو تعقيد جهود إطفاء الحريق القائم.

وتعليقًا على هذه الظروف، حذر علماء المناخ من أن فصول الصيف في منطقة البحر الأبيض المتوسط باتت أكثر حرارة وجفافاً، مما يجعلها بيئة خصبة لمثل هذه الكوارث، في ظل هشاشة الغطاء النباتي وسرعة الاشتعال.

جهود الإنقاذ مستمرة
يشارك أكثر من 800 رجل إطفاء في عمليات الإخماد مدعومين بمروحيات وطائرات رش المياه، إلى جانب فرق الدعم من الدفاع المدني. وأعلنت وزارة الداخلية أنها تتابع الوضع على مدار الساعة، مشيدة ببطولة رجال الإطفاء الذين يواجهون واحدة من أخطر المهام منذ عقود.

في الوقت الراهن، تبقى أولوية الحكومة احتواء الحريق وإنقاذ الأرواح، وسط مخاوف من اتساع رقعته وتكرار الكارثة في مناطق مجاورة. أما سكان أود، فقد استيقظوا على مأساة حقيقية ستظل محفورة في الذاكرة لعقود قادمة

تواصل فرق الإطفاء في فرنسا، ولليوم الثالث على التوالي، معركتها الشرسة لاحتواء أكبر حريق غابات يضرب البلاد منذ ما يقرب من ثمانية عقود. النيران التي اندلعت في منطقة أود جنوبي البلاد التهمت حتى الآن أكثر من 16 ألف هكتار، أي ما يعادل مساحة تزيد عن مرة ونصف من العاصمة باريس، وأسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة 13 آخرين، بينهم 11 رجل إطفاء.

في ظل هذه الكارثة البيئية غير المسبوقة منذ عام 1949، أعلنت السلطات فقدان ثلاثة أشخاص على الأقل، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث والتمشيط في المناطق المنكوبة. وقالت الحكومة المحلية إن أحد الجرحى في حالة حرجة بعد إصابته أثناء محاولة إخماد ألسنة اللهب التي تواصل امتدادها بوتيرة مفاجئة.

مشاهد الدمار
رئيس بلديات منطقة أود، جان جاك مارتي، وصف المشهد بأنه “كارثي”، مؤكداً في تصريحات إذاعية أن البلديات المحلية لم تشهد شيئاً بهذا الحجم من قبل. وأضاف أن النيران دمرت على الأقل 36 منزلاً و40 سيارة، مشيرًا إلى أن الأهالي يعانون من “حالة ذعر حقيقية”، في ظل التحذيرات المتكررة بالبقاء في المنازل أو المغادرة الفورية للمناطق المهددة.

وفي سان لوران دو لا كابريس، إحدى القرى المتضررة، شوهدت شاحنات محترقة وبقايا منازل متفحمة، في مشهد يعيد إلى الأذهان حرائق عام 1949، التي أودت حينها بحياة 82 شخصاً جنوب غرب مدينة بوردو، بعد أن التهمت النيران أكثر من 50 ألف هكتار.

تقدم النيران وسرعتها المفاجئة
على الرغم من تباطؤ امتداد النيران خلال الساعات الأخيرة، لم يتم بعد السيطرة الكاملة على الحريق. وقال كريستيان بوجيه، محافظ منطقة أود، إن سرعة التقدم الميداني للنيران بلغت 6 كيلومترات في الساعة، ما فاجأ فرق الإطفاء وأربك خطط السيطرة. وتبذل السلطات جهودًا مضاعفة لاحتواء الحريق قبل نهاية الخميس، مع توقعات بزيادة الرياح وارتفاع درجات الحرارة.

الحريق اندلع صباح الثلاثاء على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الفرنسية الإسبانية، وسرعان ما اجتاح أراضٍ تغطيها غابات الصنوبر الجافة، والتي تُعرف بسرعة احتراقها. ويُعتقد أن الظروف المناخية القاسية—الجفاف، ودرجات الحرارة المرتفعة، والرياح—ساهمت في تفاقم الوضع.

مقارنة تاريخية ومخاوف من تكرار الكارثة
بحسب صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، فإن هذا الحريق هو الأكبر من نوعه منذ حريق بوردو عام 1949، فيما لم تتجاوز حرائق الغابات في السنوات الأخيرة—باستثناء حريق 2022 الذي دمر 30 ألف هكتار—حاجز 10 آلاف هكتار في حادثة واحدة.

ويحذر الخبراء من أن تكرار هذا النوع من الكوارث أصبح مرجحًا أكثر من أي وقت مضى، بفعل التغيرات المناخية وازدياد موجات الحر.

هل تطلب فرنسا المساعدة الدولية؟
حتى الآن، لم تطلب فرنسا دعماً دولياً، لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت استعداد الاتحاد الأوروبي للتدخل. وفي تغريدة لها على منصة X، كتبت:

“أوروبا تقف إلى جانب فرنسا في مواجهة أسوأ حرائق غابات في تاريخها الحديث التي اندلعت في أود. نحن مستعدون لتعبئة الموارد إذا دعت الحاجة”.

وتملك المفوضية الأوروبية آليات دعم طارئة عبر جهاز الحماية المدنية الأوروبي، تشمل إرسال طائرات إطفاء ومعدات ثقيلة وفرق تدخل سريع.

التحذير من موجة حر جديدة
توقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية موجة حر جديدة تبدأ في أجزاء من جنوب البلاد يوم الجمعة، وتستمر لعدة أيام، ما يفاقم المخاوف من اندلاع حرائق جديدة أو تعقيد جهود إطفاء الحريق القائم.

وتعليقًا على هذه الظروف، حذر علماء المناخ من أن فصول الصيف في منطقة البحر الأبيض المتوسط باتت أكثر حرارة وجفافاً، مما يجعلها بيئة خصبة لمثل هذه الكوارث، في ظل هشاشة الغطاء النباتي وسرعة الاشتعال.

جهود الإنقاذ مستمرة
يشارك أكثر من 800 رجل إطفاء في عمليات الإخماد مدعومين بمروحيات وطائرات رش المياه، إلى جانب فرق الدعم من الدفاع المدني. وأعلنت وزارة الداخلية أنها تتابع الوضع على مدار الساعة، مشيدة ببطولة رجال الإطفاء الذين يواجهون واحدة من أخطر المهام منذ عقود.

في الوقت الراهن، تبقى أولوية الحكومة احتواء الحريق وإنقاذ الأرواح، وسط مخاوف من اتساع رقعته وتكرار الكارثة في مناطق مجاورة. أما سكان أود، فقد استيقظوا على مأساة حقيقية ستظل محفورة في الذاكرة لعقود قادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.