تستعد أوكرانيا لدخول أسبوع دبلوماسي حاسم، وسط مخاوف متزايدة من أن تتحول قمة ألاسكا المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى صفقة سياسية على حساب سيادتها ومصالحها الاستراتيجية.
هاجس “صفقة نوبل”
في كييف، يصف مسؤولون أوكرانيون السيناريو الأسوأ بأن يسعى ترامب إلى استغلال القمة لتقديم نفسه كصانع سلام عالمي، وحتى كمرشح محتمل لجائزة نوبل، من خلال فرض تسوية للحرب تمنح موسكو مكاسب سياسية أو ميدانية وتُقصي كييف عن طاولة التفاوض.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده “لن تسمح لروسيا بخداع الولايات المتحدة” أو بتحويل أي اتفاق إلى فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، مشددًا على أن الغاية النهائية لبوتين ليست السيطرة على جزء من الشرق فحسب، بل “تدمير دولة أوكرانية مستقلة وديمقراطية بالكامل”.
مطالب أوكرانيا الأساسية
تسعى كييف إلى اتفاق سلام يضمن:
وقف إطلاق نار دائم قبل مناقشة أي قضايا إقليمية.
ضمانات أمنية حقيقية تردع روسيا عن شن هجمات مستقبلية.
تعويضات مالية ضخمة بمليارات الدولارات عن الدمار، إضافة إلى إعادة نحو 20 ألف طفل مختطف وأسرى الحرب.
عدم السماح لترامب وبوتين بالتوصل إلى تفاهم يعيد دمج روسيا في الاقتصاد العالمي ويمنحها فرصة لتعزيز قوتها العسكرية.
زيلينسكي أكد أن أي قرارات تُتخذ “خارج أوكرانيا ومن دونها” تعتبر في الوقت نفسه “قرارات ضد السلام”.
الموقف من الأراضي المحتلة
منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، أعلن بوتين أن هدفه “تحرير دونباس” و”نزع سلاح أوكرانيا”. وفي المقابل، يرفض زيلينسكي أي تنازل عن الحدود المعترف بها دوليًا، مشددًا: “لن نغادر دونباس، لأنها ستكون نقطة انطلاق لهجوم جديد إذا تخلينا عنها”.
وحتى في حال اضطرت كييف إلى تقديم تنازلات محدودة في تسوية نهائية، فإنها لن تبحث مسألة الوضع الإقليمي إلا بعد التزام روسيا بوقف إطلاق النار وتنفيذه فعليًا.
جدل حول مقترحات الناتو
أثارت تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته جدلاً حادًا، بعدما طرح فكرة أن التسوية النهائية قد تعترف بوجود سيطرة روسية “بحكم الأمر الواقع” على بعض الأراضي، مع استمرار الاعتراف بها كأوكرانية من الناحية القانونية.
روته أوضح أن ذلك سيكون “اعترافًا فعليًا وليس اعترافًا سياسيًا”، لكن منتقدين وصفوا الطرح بأنه بيع فاضح للملايين من سكان تلك المناطق إلى “حفرة سوداء من القمع والتعذيب والاغتصاب والاختطاف وتدمير الهوية الوطنية”، كما قال وزير الخارجية الليتواني السابق جابرييليوس لاندسبيرجيس.
تشكك في نتائج القمة
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوكراني أوليكساندر ميريزكو استبعد حدوث اختراق في قمة ألاسكا، معتبرًا أن بوتين “لن يتخلى عن هدفه النهائي” وأن أقصى ما قد يوافق عليه هو وقف إطلاق نار يهيئ الظروف لتدمير أوكرانيا لاحقًا. وأضاف أن دبلوماسية ترامب “تبحث عن المشهد الإعلامي” أكثر من البحث عن حلول مستدامة، مشيرًا إلى تشابه أسلوبه مع لقائه السابق بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
قلق أوروبي وتنسيق قبل القمة
قبل انعقاد القمة المقررة الجمعة، سيجتمع زيلينسكي مع حلفاء أوروبيين رئيسيين يوم الأربعاء، بهدف تنسيق المواقف وتحديد “الخطوط الحمراء” التي تمنع بوتين من استغلال أي اتفاق مع ترامب لتعزيز موقعه أو إعادة بناء قواته. ويأتي ذلك في ظل مخاوف غربية من أن يؤدي أي مسار تفاوضي غير منضبط إلى تقويض وحدة الموقف الدولي ضد موسكو.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29543