مخاوف في باريس من مباراة كرة قدم “عالية الخطورة” بين فرنسا وإسرائيل

تستعد فرنسا لاستضافة المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم في مباراة اعتبرتها السلطات “عالية المخاطر” بعد أعمال العنف التي شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام الأسبوع الماضي.

 

اندلعت أعمال عنف في العاصمة الهولندية، الخميس، في الفترة التي سبقت هزيمة فريق مكابي تل أبيب بخمسة أهداف مقابل هدف أمام أياكس.

 

وأفادت مصادر محلية وشرطة هولندية أن مشجعي فريق مكابي قاموا بإسقاط الأعلام الفلسطينية على ممتلكات خاصة، وهددوا السكان المحليين وألقوا مقذوفات على المارة.

 

كما تم تصويرهم وهم يرددون هتافات عنصرية ضد العرب، ما أدى إلى رد فعل من قبل السكان المحليين، بما في ذلك أعضاء الجالية المغربية، حيث أصيب العشرات من مشجعي مكابي، بما في ذلك مشجع واحد على الأقل أجبر على النزول إلى قناة.

 

وأعلنت الشرطة الهولندية اعتقال نحو 60 شخصا، ونظمت إسرائيل رحلات جوية طارئة لإعادة مواطنيها.

 

وعلى الرغم من روايات شهود العيان التي تشير إلى سلسلة من الاستفزازات التي قام بها مشجعو فريق مكابي، فإن وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين وصفوا الأحداث بأنها مذبحة معادية للسامية.

 

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، أنه سيحضر فعاليات دوري الأمم الأوروبية، المقرر إقامتها الخميس في ستاد فرنسا بالقرب من باريس، “لإرسال رسالة أخوة وتضامن بعد الأعمال المعادية للسامية التي أعقبت المباراة في أمستردام”.

 

وفي يوم الجمعة، أدان ماكرون بشدة “العنف ضد المواطنين الإسرائيليين في أمستردام”، والذي قال إنه يذكرنا “بالساعات الأكثر مخزية في التاريخ”.

 

في هذه الأثناء، أعلن وزير الداخلية برونو ريتيلو أن المباراة المقررة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني لن يتم نقلها، بعد دعوات عديدة لاتباع مثال المباراة التي أقيمت في أكتوبر/تشرين الأول بين الفريقين، في بودابست.

 

وقال “يطالب البعض بنقل مباراة فرنسا وإسرائيل إلى مكان آخر. أنا لا أقبل ذلك: فرنسا لن تتراجع لأن ذلك يعني الاستسلام في مواجهة التهديدات بالعنف ومعاداة السامية”.

 

ولم يتطرق ماكرون أو ريتيللو إلى الهتافات العنصرية ضد العرب، أو العنف الذي مارسه مشجعو فريق مكابي.

 

وأعلنت فرنسا عن إجراءات استثنائية لضمان الأمن في المباراة المقبلة، مع حشد ما يصل إلى 4 آلاف من رجال الشرطة والدرك.

 

وقال قائد شرطة باريس لوران نونيز إن مثل هذا النشر يتوافق مع “نظام معزز للغاية” و”غير معتاد للغاية” بالنسبة لمباراة دولية.

 

ولمنع اقتحام الملعب، سيتم إغلاق الصفوف الأولى من المدرجات. وستعمل وحدات من قوات الأمن المتنقلة وضباط شرطة بملابس مدنية في المدرجات، بينما ستكون وحدة الرايد، وهي الوحدة النخبوية للشرطة الوطنية، مسؤولة عن تأمين الفريق الإسرائيلي.

 

وسيتم أيضًا منع رفع الأعلام الفلسطينية في الملاعب. وقال نونيز “لن يكون هناك علم فلسطيني في ستاد فرنسا. لن يكون هناك سوى أعلام فرنسية أو إسرائيلية، ورسائل دعم للفريقين”.

 

وأضاف “لا يمكن أن يكون هناك رسائل سياسية في الملاعب، هذا هو القانون”.

 

ويأتي هذا القرار بعد أن رفع مشجعو فريق باريس سان جيرمان لافتة ضخمة كتب عليها “الحرية لفلسطين” الأربعاء الماضي قبل مباراة النادي أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

 

وأدان وزير الداخلية الفرنسي اللافتة، مؤكدا أن مثل هذه العروض “لا مكان لها في الملاعب” وتهدد “وحدة” الرياضة.

 

في هذه الأثناء، تعرضت المباراة بين فرنسا وإسرائيل لانتقادات شديدة من قبل نشطاء مؤيدين لفلسطين، ووصفوها بأنها “غسيل رياضي”.

 

انتشرت منذ عدة أسابيع عريضة تدعو إلى إلغاء مباراة فرنسا وإسرائيل واستبعاد إسرائيل من جميع المسابقات الرياضية الدولية، وتندد بـ “غسل الجرائم ضد الإنسانية بالرياضة”.

 

وقد أرجأت الفيفا مرارا وتكرارا اتخاذ قرارها بشأن طلب تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. واتهمت العريضة الاتحاد الدولي لكرة القدم بالمعايير المزدوجة والتواطؤ في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.