الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على رئيس جامعة روسية لتدريسه طرق التحايل على العقوبات
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على رئيس جامعة روسية لتدريسه طرق التحايل على العقوبات
فرض الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، عقوبات على نيكيتا أنيسيموف، رئيس كلية الاقتصاد العليا في موسكو، بعد أن أطلقت جامعته برنامجًا يركز على كيفية التحايل على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات الأوروبية على موسكو، التي تركز على تعزيز الضغط على السلطات الروسية في أعقاب استمرار الحرب في أوكرانيا.
وأوضح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أن العقوبات تحمل بعدًا رمزيًا مهمًا، قائلاً: “لقد اعتقدنا أنه سيكون من الجيد فرض عقوبات على رئيس الجامعة حتى تتاح له الفرصة لمشاركة تجربته الخاصة مع الطلاب”، مضيفًا بلمسة من الدعابة: “آمل أن يُنظر إلى هذا على أنه سمة صغيرة من الفكاهة”.
ويُعرف البرنامج الجامعي رسميًا باسم “ماجستير في الامتثال للعقوبات”، ويقدم للطلاب دراسات حالة حية تشرح مواقف المخاطر الواقعية التي تواجهها الشركات الروسية والدولية، بما في ذلك طرق الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
ويشير الخبراء إلى أن البرنامج، على الرغم من كونه أكاديميًا، قد يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تمكين الشركات والدول من التهرب من القيود الدولية، وهو ما يعتبره الاتحاد الأوروبي خطيرًا، خصوصًا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
وليس البرنامج وحده سبب العقوبات؛ فقد أعلن أنيسيموف في عام 2023، بعد عام من الغزو الروسي لأوكرانيا، أن جامعته ستدعم تعليم الجنود الروس المشاركين في النزاع. وتستند الخطوة الأوروبية إلى أن هذا التصرف يعزز قدرة روسيا على استمرار عملياتها العسكرية، ويُظهر دعمًا مؤسسيًا للحرب.
وتشمل العقوبات تجميد أي أصول قد يمتلكها أنيسيموف في الاتحاد الأوروبي، في حال كانت موجودة، وحظر السفر إلى الدول الأعضاء في التكتل.
ويرى مراقبون أن هذه العقوبات رمزية في المقام الأول، لكنها تحمل رسالة قوية حول خطورة دعم أو تعليم طرق التحايل على العقوبات، حتى لو كان ذلك يتم في سياق أكاديمي.
وجاءت هذه الخطوة بعد أيام قليلة من فرض الولايات المتحدة أول عقوبات جديدة على روسيا منذ تولي دونالد ترامب منصبه، حيث استهدفت شركتي النفط الروسيتين روسنفت ولوك أويل، بدلاً من فرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي من الهند والصين كما هدد سابقًا.
ويعتبر المراقبون أن التحرك الأوروبي يأتي لتكملة العقوبات الأمريكية، ولإظهار التزام الاتحاد الأوروبي بممارسة الضغط المالي والدبلوماسي على روسيا.
ويقول مسؤولون أوروبيون إن العقوبات ضد أنيسيموف تهدف إلى توجيه رسالة قوية إلى المؤسسات التعليمية الروسية، مفادها أن أي دعم لمجهود الحرب أو تعليم طرق الالتفاف على العقوبات لن يمر دون رد.
ويضيفون أن الاتحاد الأوروبي يريد من خلال هذه الإجراءات تعزيز التزام الدول والشركات بالأطر القانونية الدولية، وحماية مصداقية العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
وفي هذا السياق، يشير مراقبون إلى أن العقوبات الرمزية على شخصيات تعليمية وأكاديمية قد تكون جزءًا من استراتيجية أكبر للضغط على روسيا، تشمل استهداف الأفراد والمؤسسات التي تساهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في استمرار الحرب.
وتؤكد بروكسل أن الهدف ليس فقط معاقبة الأفراد، بل أيضًا تعزيز الوعي بأهمية الالتزام بالعقوبات الدولية.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29733