شنت السلطات البلجيكية مداهمات واسعة النطاق في مقر هيئة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي وكلية أوروبا، ضمن تحقيق في عمليات احتيال مشتبه بها تتعلق ببرنامج تدريبي مموّل من الاتحاد الأوروبي للدبلوماسيين المبتدئين.
وقد أسفرت هذه المداهمات عن اعتقال ثلاثة مشتبه بهم، وفق ما أعلن مكتب المدعي العام الأوروبي.
وجاءت المداهمات بناءً على طلب مكتب المدعي العام الأوروبي، وبعد موافقة قاضي التحقيق والشرطة الفيدرالية البلجيكية.
وتركزت عمليات التفتيش في مقر هيئة العمل الخارجي الأوروبية في بروكسل، ومباني كلية أوروبا في بروج، إلى جانب بعض المنازل الخاصة للمشتبه بهم.
ويُجري المحققون تحقيقًا دقيقًا في أكاديمية الاتحاد الأوروبي الدبلوماسية، وهي برنامج تدريبي مصمم لتأهيل الدبلوماسيين المبتدئين من دول الاتحاد الأوروبي، ويشمل التدريب على السياسات الدولية والدبلوماسية متعددة الأطراف.
وقد أثارت الأكاديمية اهتمام السلطات بعد تقارير أولية عن انتهاكات محتملة للقواعد المتعلقة بالمنافسة العادلة في عمليات تقديم العطاءات المرتبطة بالبرنامج التدريبي.
وقالت منظمة حماية الملكية الفكرية الأوروبية إن لديها “شكوكًا قوية” بشأن حدوث خرق للقواعد حين تم “مشاركة معلومات سرية تتعلق بالمشتريات الجارية مع أحد المرشحين المشاركين في العطاء”.
وأضافت المنظمة أن هذه الانتهاكات المحتملة قد تُشكّل تهديدًا لمبدأ الشفافية والمنافسة العادلة في برامج الاتحاد الأوروبي التدريبية، ما يعكس خطورة التحقيق الجاري.
من جانبه، صرح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي لصحيفة بوليتيكو بأن المداهمات ترتبط بتحقيق بدأ قبل تولي كايا كالاس منصبها على رأس خدمة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي.
وأشار المسؤول إلى أن التحقيق يهدف إلى التحقق من أي تجاوزات محتملة في إدارة البرامج التدريبية الممولة من ميزانية الاتحاد الأوروبي، والتأكد من عدم استغلال النفوذ أو المعلومات الداخلية لمصلحة طرف بعينه.
ولم يوضح مكتب المدعي العام الأوروبي بعد هوية المشتبه بهم، أو طبيعة الاتهامات الرسمية الموجهة لهم، مكتفيًا بالقول إن التحقيق مستمر وأن الإجراءات القضائية ستتبعها محكمة مختصة بمجرد اكتمال المراجعات القانونية.
كما لم يصدر الاتحاد الأوروبي أي تعليق رسمي على المداهمات حتى الآن، مكتفيًا بالتأكيد على التزامه بالشفافية ودعم السلطات القضائية البلجيكية في التحقيق.
ويأتي هذا التحقيق في وقت حساس يواجه فيه الاتحاد الأوروبي تدقيقًا متزايدًا في مؤسساته وبرامجه المالية، في ظل ضغوط متنامية لضمان النزاهة والشفافية في إدارة الأموال العامة ومكافحة الفساد المحتمل.
ويشير مراقبون إلى أن نتائج التحقيق قد يكون لها تأثير على سمعة برامج الاتحاد الأوروبي التدريبية وعلى ثقة الدول الأعضاء بالمؤسسات المركزية للاتحاد.
ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات لفترة طويلة، مع دراسة كافة المستندات والسجلات المالية المتعلقة بالعطاءات والبرامج التدريبية.
كما يُتوقع أن تشهد الفترة القادمة استدعاءات إضافية للمشتبه بهم وللشهود الذين لديهم معرفة مباشرة بعمليات تقديم العطاءات وإدارة الأكاديمية الدبلوماسية.
وحتى الآن، تبقى قضية الاحتيال المزعوم في أكاديمية الاتحاد الأوروبي الدبلوماسية محط اهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام الأوروبية، مع متابعة دقيقة لتطورات التحقيقات ومآلات الإجراءات القانونية المرتقبة.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29819