مع نفاد الأسلحة الأميركية لأوكرانيا: كييف تغير تكتيكاتها

في ظل نفاد الأسلحة الأميركية المخصصة لأوكرانيا، تواجه كييف تحديات متزايدة في تجديد مخزونها العسكري، مما دفعها إلى تبني تكتيكات جديدة تهدف إلى ضمان استمرار الدعم العسكري الحيوي في مواجهة التهديد الروسي المستمر.

تسعى أوكرانيا الآن إلى الحصول على موافقة الولايات المتحدة للسماح للدول الأوروبية بشراء أسلحة أميركية الصنع من ميزانياتها الدفاعية، ومن ثم نقلها إلى كييف. وتعكس هذه الخطوة تغييراً في النهج، حيث كانت الولايات المتحدة تقدم الأسلحة مباشرة إلى أوكرانيا، لكنها تراجعت مؤخراً عن بعض الالتزامات، مما دفع أوكرانيا للبحث عن حلول بديلة.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الحرب في أوكرانيا تصعيداً، حيث شنّت روسيا هجوماً عسكرياً على مدينة سومي شمال شرق البلاد، مستهدفة رواسب معدنية حيوية، مما يرفع من حاجة الجيش الأوكراني إلى دعم عسكري مستمر ومُحسن.

ويأتي الطلب الأوكراني الجديد وسط تحفّظات أمريكية حول استخدام الأسلحة المباعة، خاصة مع القيود التي فرضتها إدارة بايدن سابقاً، مثل منع إرسال صواريخ «ستورم شادو» البريطانية إلى أوكرانيا بسبب احتوائها على أجزاء أميركية. وتُجري المفاوضات حالياً لتسهيل منح هذه التصاريح، لتجنب أي عقبات قانونية أمام تزويد كييف بالأسلحة.

من جهة أخرى، لم تتضح بعد موافقة واشنطن على السماح لأوروبا بشراء الأسلحة الأمريكية لصالح أوكرانيا، رغم أن عدة حكومات أوروبية تبحث خططاً لتمويل شراء هذه الأسلحة عبر ميزانياتها الدفاعية، في إطار التزامها المتزايد بزيادة الإنفاق الدفاعي بعد توترات الحرب.

وعلى هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي الأسبوع الماضي، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث وصفت الأجواء بأنها «إيجابية» و«متفهمة»، مع اهتمام متزايد من ترامب بتوفير أنظمة دفاع جوي مثل صواريخ باتريوت، رغم التحديات اللوجستية المتعلقة بصعوبة الحصول على هذه الأسلحة.

في المقابل، جاءت تصريحات ترامب في ختام القمة متوعدة ببحث إمكانية تزويد كييف بمزيد من صواريخ الدفاع الجوي، إلا أنه لم يُعلن عن خطوات تنفيذية واضحة بعد.

ويواجه تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا عرقلة في الكونغرس الأمريكي، حيث تعثرت المحادثات بشأن جولة تمويل جديدة، في ظل تراجع أولويات الدعم وسط انقسام سياسي. وكان آخر اتفاق على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار قد جرى قبل أكثر من عام، لتغطية حاجات كييف وتجديد مخزون الأسلحة الأمريكية، بالإضافة إلى دعم حلفاء آخرين مثل إسرائيل.

ورغم ذلك، استمرت تدفقات الأسلحة إلى أوكرانيا عبر بولندا لبضعة أشهر، إلا أن القرار المفاجئ للبنتاغون بتجميد بعض شحنات الذخائر أثار قلقاً واسعاً في صفوف المسؤولين الأوكرانيين، الذين يرون أن توقف الدعم المباشر قد يضعف قدرتهم على مقاومة الهجمات الروسية.

وأكد مسؤول أوكراني أن التعاون مع الشركاء الأوروبيين يشمل استعدادهم لشراء الأسلحة الأمريكية بأنفسهم، خصوصاً تلك التي لا تُنتج في أي دولة ديمقراطية أخرى غير الولايات المتحدة، ما يعكس مرونة في التعامل مع واقع نقص الإمدادات المباشرة.

من جانب آخر، حث قادة غربيون، مثل السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، على تقديم المزيد من الدعم الأمني لأوكرانيا، بالتزامن مع استمرار فرض العقوبات على روسيا، فيما أشار الأمين العام للناتو إلى ارتفاع المساعدات العسكرية الأوروبية إلى كييف، التي تجاوزت 23.5 مليار دولار في الربع الأول من 2025، مع توقع تقديم المزيد خلال بقية العام.

في ظل هذه التحولات، تبدو أوكرانيا مصممة على التنويع في مصادر تسليحها، واعتماد استراتيجيات جديدة تضمن استمرارية الدعم العسكري، على أمل أن تساهم هذه الجهود في تعزيز قدراتها الدفاعية أمام التصعيد الروسي المستمر.

اطرح سؤالك على ChatGP
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.