هل وقعت بريطانيا ضحية ابتزاز الإمارات؟.. المال مقابل الصمت

لندن – يورو عربي| قالت صحيفة بوليتيكو الأمريكية إن المملكة المتحدة وقعت في فخ ابتزاز الإمارات لإبرام الصفقات التجارية مقابل الصمت حيال انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

وذكرت الصحيفة أن الإمارات تطالب من بريطانيا مباشرة بالصمت عن حقوق الإنسان حال رغبتها بعد صفقات في الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن وزراء بريطانيون يجرون محادثات مع الإمارات ودول الخليج الأخرى مع بحث شركاء جدد عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ويعاني الوزراء البريطانيون من مواجهات في العمل بمناطق ذات معايير حقوق إنسان شديدة الاختلاف.

وتأتي بوقت حساس بالنسبة للحكومة البريطانية بعد أن واجه مشروع القانون لمنع وصول المهاجرين على متن قوارب صغيرة رد فعل عنيف دوليًا.

وقالت مفوضة الشؤون الداخلية الأوروبية إيلفا جوهانسون إنها أبلغت المملكة المتحدة بأنها تعتقد أن الخطة “تنتهك القانون الدولي”.

وتعرضت الإمارات مرارا لإدانة شديدة من قبل المنظمات الإنسانية لاستغلال العمال والتمييز ضد المرأة وقمع المعارضة السياسية.

وسعت الحكومة لتوسيع بريطانيا شراكتها الاقتصادية مع دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط لتحقيق أقصى استفادة من فرص ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال أحد الوزراء: “من المهم جدًا بالنسبة لنا أن يكون لدينا حلفاء في الشرق الأوسط وهذه دول تتحسن من نواحٍ عديدة”.

وأضاف: “الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها محاولة التأثير على دول مثل السعودية أو قطر في عدد من المجالات هي من خلال تعاون اقتصادي أوثق”.

ومع حرص حكومة المملكة المتحدة على إظهار فوائد مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وحددت وزارة الأعمال والتجارة دول الخليج كأسواق نمو محتملة لقطاعات الخدمات المالية والمهنية ذات الوزن الثقيل في بريطانيا.

ويتعرض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لضغوط، ليس أقلها من سلفه بوريس جونسون، لتنحية المخاوف بشأن حقوق الإنسان لتطوير علاقات تجارية جديدة.

وقال جونسون بمؤتمر عقد في لندن إن الإمارات “بلد مذهل للغاية”، مضيفًا: “يجب أن نفعل ما هو أكثر بكثير وهناك فرصة هائلة”.

واتفقت الإمارات وقطر بالفعل على إنفاق مليارات الجنيهات الاسترلينية على مشاريع بريطانية في قطاعات مثل الأدوية والتكنولوجيا الخضراء.

لكن النقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية قالت إن بدء محادثات التجارة والاستثمار مع دول مجلس التعاون الخليجي كان يجب أن يكون غير وارد.

وقالت روزا كروفورد، مسؤولة السياسة في مؤتمر النقابات العمالية: “لا ينبغي للحكومة أن تمنح الشرعية لتلك البلدان من خلال بدء محادثات تجارية”.

وذكرت أنها “تمنحها لمعاناً وقشرة من الاحترام”.

وتابعت “لا ينبغي على حكومة المملكة المتحدة أن تتفاوض على صفقات تجارية في هذا السباق نحو النموذج القاع.”

النقابات العمالية المستقلة محظورة في الإمارات التي تستخدم نظام الكفالة للمراقبة الاستغلالية للعمال المهاجرين، مما يؤدي للعبودية الحديثة والاتجار بالبشر.

وارتبطت السعودية بالقتل المزعوم للصحفي جمال خاشقجي عام 2018، الذي أيدته الدولة، ورغم التحسينات، لا تزال النساء يعاملن كمواطنات من الدرجة الثانية.

 

للمزيد| إمباكت: السعودية والإمارات ورطتا بريطانيا بجرائم دموية في اليمن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.