أوروبيون لأجل القدس .. تدعو المجتمع الدولي لحماية المسجد الأقصى في الذكرى الـ 54 لإحراقه
وقعت جريمة إحراق المسجد الأقصى في يوم 21 أغسطس/آب 1969، عندما اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان وهو بروتستانتي المذهب صهيوني الاعتقاد؛ حيث تعاون مع جهات صهيونية لتنفيذ فعلته الإرهابية.
دعت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي إلى إتخاذ اجراءات فعالة لحماية المسجد الأقصى وعموم مدينة القدس في الذكرى الـ 54 لإحراقه.
وأشارت إلى أنه مع حلول الذكرى الـ 54 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، تدعو مؤسسة أوروبيون لأجل القدس، دول الاتحاد الأوروبي وعموم المجتمع الدولي، إلى إجراءات فعالة لوقف السياسات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد وعموم مدينة القدس المحتلة، وتطبق فيهما أبشع أشكال نظام الفصل العنصري.
وتأتي ذكرى إحراق قبلة المسلمين الأولى، هذا العام، مع تعاظم سياسات التهويد التي تنتهجها الحكومة اليمينة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال، والتي ترمي إلى تحويل المخططات التي وضعها اليمين المتطرف إلى أمر واقع.
وتنبه أوروبيون لأجل القدس، إلى سياسات إسرائيلية خطيرة على المسجد الأقصى، تتمثل في منع أعمال الترميم بالمسجد والتهديد باعتقال العاملين في هذا المجال، ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه عمليات سقوط حجارة وانهيارات جراء الحفريات الإسرائيلية المتصاعدة.
كما تكرر اقتحام المسجد الأقصى وقبة الصخرة، من القوات الإسرائيلية ومحاولة منع الاعتكاف والاعتداء على المصلين والمرابطين، إلى جانب إبعاد الشخصيات الإسلامية والمقدسية المؤثرة والمعروفة بدورها في الدفاع عن المسجد.
وتعمل دولة الاحتلال عبر عدة مسارات لتهويد المسجد الأقصى وفرض وقائع جديدة فيه، أولها عزل المسجد عن محيطه من خلال الحفريات التهويدية التي امتدت من ساحة البراق، إلى مواقع مختلفة، وثانيها زيادة وتيرة الاقتحامات، إذ وثقت المؤسسة مشاركة 34311 مستوطنًا في اقتحام المسجد منذ بداية العام حتى منتصف أغسطس/آب الجاري.
أما المسار الثالث، فيتمثل في قيام المستوطنين بتأدية الصلوات والطقوس التلمودية مع لباس الكهنوت، واستحضار الوقائع التوراتية التي تهيئ لهدم المسجد الأقصى وإقامة ما يسمى الهيكل على أنقاضه، بما في ذلك جلب 5 بقرات حمراء تمهيدًا لبناء الهيكل وفق المعتقدات المتطرفة.
وترى مؤسسة أوروبيون لأجل القدس، أن ذكرى إحراق المسجد الأقصى، مناسبة مهمة يجب أن يتوقف عندها الجميع؛ لاستشعار حجم المخاطر والتهديدات الإسرائيلية التي تستهدف المساس بالمسجد، ومحاولة فرض أمر واقع جديد فيه يتجاوز الحقوق التاريخية والقانونية الثابتة فيه.
ووقعت جريمة إحراق المسجد الأقصى في يوم 21 أغسطس/آب 1969، عندما اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان وهو بروتستانتي المذهب صهيوني الاعتقاد؛ حيث تعاون مع جهات صهيونية لتنفيذ فعلته الإرهابية.
وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، والتهمت الحرائق 1500 متر مربع، وهو ما يمثل أكثر من ثلث مساحة المسجد القبلي البالغة 4400 متر مربع، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
والتهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كانت لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.
وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات والسياسات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال المدينة عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، وفرض التهويد عليها وتكريس الوجود الاستيطاني الدخيل.
وعلى مدار العقود الماضية لم تتوقف هذه السياسة، بل تصاعدت في الآونة الأخيرة، حتى باتت قوات الاحتلال تكرر استباحة المسجد الأقصى واقتحامه بعنف والاعتداء على المصلين، والسماح للمستوطنين باقتحامات يتخللها استفزازات وأداء طقوس تلمودية لمحاولة فرض التهويد.
تؤكد أوروبيون لأجل القدس، أن ذكرى إحراق المسجد الأقصى مناسبة للتذكير بحجم الانتهاكات التي تقترفها السلطات الإسرائيلية بحق المسجد ومجمل مدينة القدس التي يواجه سكانها الأصليون أبشع أشكال التمييز العنصري في العصر الحديث.
وتذكر بأن المسجد الأقصى المبارك إرث حضاري عالمي يحتاج لجهود عالمية لحمايته وتخليصه من الاحتلال الغاشم الذي يسعى إلى تزوير التاريخ وتزوير هويته الحضارية الإسلامية.
وأمام المخاطر المتعاظمة التي تستهدف المسجد، والتي تبقى فتيل إشعال متكرر، يتوجب على المجتمع الدولي التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد والمصلين فيه ومجمل المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وتعبر أوروبيون لأجل القدس عن ثقتها بأن ما يتعرض له المسجد والمقدسيون من تنكيل واعتداء يزيد إيمانهم بعدالة قضيتهم ويعزز ارتباطهم وعموم المسلمين بقبلتهم الأولى، ورفض أي محاولات لتهويده.
وفي هذه المناسبة؛ يوجه أوروبيون لأجل القدس، التحية لأهل القدس ورواده، الذين يرابطون ويصرون على الدفاع عن مدينتهم رغم الممارسات الإسرائيلية، ويحث المسلمين وجميع الأحرار في العالم على إسنادهم في نضالهم المشروع للتحرر من نير الاحتلال وممارسة حقهم في حرية العبادة وصون مقدساتهم.
اقرأ أيضاً:
“أوروبيون لأجل القدس”: “إسرائيل” تكرس أمر واقع يُهود الأقصى وينغص حياة المقدسيين
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=26921