الفيضانات في أوروبا تظهر الحاجة إلى الحد من انبعاثات المناخ

برلين – يورو عربي ا بينما كان الاتحاد الأوروبي يعلن عن خطط لإنفاق مليارات اليورو لاحتواء تغير المناخ تجمعت غيوم ضخمة فوق ألمانيا والدول المجاورة لإطلاق عاصفة غير مسبوقة خلفت الموت والدمار في أعقابها.

 

وعلى الرغم من التحذيرات الكثيرة، أصيب السياسيون والمتنبئون بالطقس بالصدمة من شراسة هطول الأمطار الذي تسبب

في فيضانات مفاجئة أودت بحياة أكثر من 150 شخصًا هذا الأسبوع في التلال الخضراء في أوروبا الغربية.

يقول علماء المناخ إن الصلة بين الطقس المتطرف والاحتباس الحراري لا لبس فيها وأن الحاجة الملحة

إلى فعل شيء حيال تغير المناخ لا يمكن إنكارها.

لا يمكن للعلماء حتى الآن أن يقولوا على وجه اليقين ما إذا كان تغير المناخ قد تسبب في الفيضانات، لكنهم يصرون على أنه يؤدي

بالتأكيد إلى تفاقم الطقس القاسي الذي ظهر من غرب الولايات المتحدة وكندا إلى سيبيريا إلى منطقة الراين في أوروبا.

قال السيد جان جوزيل، عالم المناخ والنائب السابق لرئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC):

حُجبت كتل الهواء المحملة بالمياه على ارتفاعات عالية بسبب درجات الحرارة الباردة ، مما جعلها راكدة لمدة أربعة أيام فوق المنطقة”.

وسقط ما بين 100 ملم و 150 ملم من الأمطار بين 14 و 15 يوليو، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الألمانية –

وهي كمية يمكن رؤيتها عادة على مدار شهرين.

وتعرضت أوروبا مرارًا وتكرارًا لفيضانات شديدة من قبل، لكن هذا الأسبوع كان “استثنائيًا من حيث كمية المياه والعنف” الذي تم إغراقها به،

وفقًا لعالم المياه الألماني كاي شروتر.

كما ألقى العديد من السياسيين الأوروبيين باللوم على ارتفاع درجة حرارة الأرض في الكارثة،

بينما اتهمهم حزب البديل اليميني المتطرف في ألمانيا بـ “استغلال” الفيضانات للترويج لأجندة حماية المناخ.

وقال شروتر “لا يمكننا القول على وجه اليقين بعد أن هذا الحدث مرتبط بالاحترار العالمي”، لكن “الاحتباس الحراري

يجعل مثل هذه الأحداث أكثر احتمالا”.

ومن الناحية الفنية، فإن تغير المناخ يعني أن الأرض أصبحت أكثر دفئًا، وبالتالي يتبخر المزيد من المياه، الأمر الذي

“يؤدي إلى كتل مائية أكبر في الغلاف الجوي”، مما يزيد من مخاطر هطول الأمطار الغزيرة، على حد قوله.

وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أيضًا إن الاحتباس الحراري يزيد من احتمالية حدوث ظواهر مناخية شديدة.

التعليقات مغلقة.