مرصد حقوقي: 200 معتقل في تظاهرات إقليم كردستان العراق
خلال شهرين
جنيف- يورو عربي | كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن شهادات لمتظاهرين وصحفيين تعرضوا لانتهاكات مركّبة على يد قوى الأمن في إقليم كردستان العراق.
وجاء ذلك في تقرير جديد للمرصد الحقوقي على خلفية مشاركتهم في التظاهرات، أو نشر آراء تتعارض مع السياسات الحكومية.
ووثق التقرير الذي جاء بعنوان ” كردستان العراق.. أزماتٌ متفاقمة وحقوقٌ مهدرة” قتل قوات الأمن 5 متظاهرين وإصابة أكثر من 70 آخرين.
فيما اعتُقل نحو 200 متظاهرًا خلال شهرين فقط، أثناء التظاهرات التي اندلعت في مختلف مناطق الإقليم خلال مايو/آيار وأغسطس/آب من العام الحالي.
وقال المرصد الأورومتوسطي إن السلطات تعتقل هؤلاء المحتجين دون أي سند قانوني موجب للاعتقال.
فيما مارست السلطات وفق المرصد بحقّهم انتهاكات مختلفة أثناء فترة الاعتقال.
وقال الأورومتوسطي “إنّ التظاهرات اندلعت في إقليم كردستان العراق منذ 18 كانون أول/ديسمبر2017”.
وجاءت احتجاجًا على ما وصفه المحتجون بالفساد وتأخير الرواتب.
وطالب هؤلاء باستقالة حكومة الإقليم وإجراء إصلاحات واسعة على خلفية الأزمة الاقتصادية التي طالت جميع مناحي الحياة.
ووفق المرصد فإن هذه التظاهرات جاءت بسبب ارتفاع كبير في معدلات الفقر والبطالة.
ويأتي ذلك خصوصًا في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا التي فاقمت من الواقع المعيشي الصعب لسكان الإقليم، وفق المرصد.
وتطرق التقرير إلى الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الإقليم بحق العمل الصحفي.
ووفق التقرير فإنها تستهدف من خلالها تقويض حرية التعبير ومنع الصحفيين من ممارسة عملهم بشكل طبيعي.
وبين أن النصف الأول من العام الحالي شهد 98 انتهاكًا ضد الصحفيين، شملت الاعتقال، والضرب، والتهديد بالتصفية، ومنع التغطية.
وفي مقابلة للأورومتوسطي مع المحامي “خطاب عمر قال “ألقت قوات الأمن في محافظة “دهوك” القبض على بعض المواطنين دون أي سند قانوني”.
وأضاف “تم تعذيبهم وتهديدهم وأُرغم بعضهم على توقيع تعهدات بعدم نشر أي معلومات تتعلق بالأحداث الدائرة”.
وكذلك وعدم ممارسة أي نشاط مدني يتعلق بالمطالبة بحقوقهم، وفق المحامي عمر.
وحول اعتقال الناشط “جانكير حسين جانكير”، قال “خطاب” “في 21 آب/أغسطس 2020 اقتحمت قوات الأمن (الأسايش)، بيت “جانكير” واعتقلته دون أي سند قانوني”.
وتابع “وجاء ذلك بعد أن سجّل مقطع فيديو دعا فيه للمشاركة في التظاهرات في نفس يوم الاعتقال في كردستان العراق”.
وقال إن السلطات نقلته إلى سجن تابع لـ “الأسايش”، واحتُجز في زنزانة انفرادية في ظروف اعتقال قاسية.
وأشار إلى حرمانه، من شرب الماء ما سبّب له مشاكل صحية في الكلى، بالإضافة إلى تعرّضه لتعذيب بدني ونفسي بشكل متكرر.
وتابع “خطّاب” أنّ “موكّله بقي في السجن 9 أيام، وبشكلٍ متزامن مع التعذيب حقّقوا معه وطلبوا منه أن يعترف بمسؤوليته عن تحريض الناس”.
وبيّن التقرير أنّ مراكز التوقيف والسجون في الإقليم تعاني من ظروفٍ صعبة وعدم مراعاة لاشتراطات السلامة العامة.
وفي مقابلة مع فريق الأورومتوسطي، أفاد “هيمن مامند” أنّه اعتُقل على خلفية انتقاده لأداء السلطات في ملفي التعامل مع كورونا”.
ومامند هو صحفي وناشط مدني.
وأشار إلى تنقله خلال فترة الاعتقال بين عدة مراكز أمنية تفتقر جميعها لإجراءات السلامة والوقاية.
وقال “مامند” في إفادته “تم توقيفي في عدة مراكز أمنية ثم وصلت إلى سجن المحطة في أربيل على طريق الموصل”.
وتابع “لاحظت خلال فترة الترحيل غياب أي مراعاة للمعايير الصحية من استخدام للكمامات أو وسائل التعقيم”.
بالإضافة إلى الاكتظاظ الذي كان موجودًا في مركبة الترحيل، وفق مامند.
وأضاف مامند “وذلك على الرغم من تفشي جائحة كورونا على نحو واسع، وعند وصولي للسجن تم إيداعي في غرفة مساحتها (5*10) برفقة 50 سجينًا”.
وتابع “لم تتم مراعاة الاشتراطات الصحية، إذ كنا نشترك في دورة مياه واحدة ولم يتم تزويدنا بأي أدوات للتعقيم أو حتى للنظافة”.
وأشار مامند إلى حرمانه من التعرض لأشعة الشمس طيلة فترة الاعتقال.
من جانبه، قال المستشار القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي طارق اللواء إنّ القوانين المحلية في إقليم كردستان العراق تحظر جميع هذه الانتهاكات.
وأوصى تقرير الأورومتوسطي سلطات إقليم كردستان العراق بالكف عن اعتقال النشطاء والصحفيين على نحو تعسفي.
وكذلك احترام حقهم في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي، والتوقف عن إغلاق وسائل الإعلام وملاحقة العاملين فيها دون أي سند قانوني.
كما حث الأورومتوسطي سلطات إقليم كردستان العراق على الاستجابة لمطالب المحتجّين.
وذلك وفق المرصد الحقوقي من خلال وضع خطة عملية تهدف لتحسين الأوضاع الاقتصادية في الإقليم.
إقرأ أيضًا:
الأورومتوسطي: احتجاز إيطاليا مهاجرين مصابين بكورونا إجراء تمييزي
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=7715