بروكسل – يورو عربي| كسر سعر الغاز الطبيعي في أوروبا حاجز 2600 دولار لكل ألف متر مكعب، للمرة الأولى منذ مارس من عام 2022 الجاري، في أعمق أزمة دولية يواجها الغرب.
وقفزت أسعار الغاز الطبيعي في تداولات اليوم في السوق الأوروبية 13%.
يذكر أن أسعار الوقود الأزرق بدأت عند 2418 دولارا لكل ألف متر مكعب وتسارع تجاوزها مستوى 2600 دولار.
وقالت شركة الغاز الروسية “غازبروم” إن أسعار الغاز في أوروبا في الشتاء القادم مرشحة لتبلغ 4000 دولار لكل ألف متر مكعب.
وأظهرت نتائج تعاملات بورصة لندن أن أسعار الغاز في أوروبا قفزت 7٪ لتتجاوز الـ2200 دولار لكل ألف متر مكعب.
وبحسب البيان، فقد بلغ سعر العقود الآجلة لسبتمبر في مركز TTF في هولندا عند 2210 دولارات لكل 1000 متر مكعب.
ويوازي ذلك 207.03 يورو لكل ميغاواط ساعة (بناء على سعر صرف لليورو مقابل الدولار الأمريكي) في أوروبا.
وزادت سعر الغاز الإجمالي منذ بداية اليوم 7.7%.
وفي 9 أغسطس، هبط سعر الغاز إلى أقل من 2000 دولار لكل 1000 متر مكعب لأول مرة منذ نهاية يوليو.
وسجلت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعًا قياسيًا بكسرها مستوى 2000 دولار لكل ألف متر مكعب، للمرة الأولى منذ مارس 2022.
وبحسب بورصة لندن ICE فإن أسعار الغاز في أوروبا صعدت 7% إلى 2003.2 دولار لكل ألف متر مكعب.
وجاء ذلك عقب إعلان شركة “غازبروم” الروسية توقف تشغيل توربين “سيمنس” آخر في “السيل الشمالي-1” بسبب أعمال صيانة.
وذكرت أن حجم ضخ الغاز عبر خط أنابيب الغاز بمقدار 33 مليون متر مكعب يوميا، (20%) من السعة الاسمية للخط.
وسجلت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعات جنونية، إذ جرى تداول العقود الآجلة للوقود الأزرق عند مستوى 1800 دولار لكل ألف متر مكعب.
وزادت العقود الآجلة لشهر أغسطس على مؤشر TTF إلى 1847.9 دولار لكل ألف متر مكعب من الغاز.
وتراجعت أسعار الغاز لتتداول عقوده عند مستوى 1804.5 دولار لكل ألف متر مكعب.
وقالت شركة الطاقة الروسية “غازبروم” إن إمداداتها من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا لم تتغير عند 41.7 مليون متر مكعب.
وترد الشركة بإعلانها على اتخاذ ألمانيا إجراءات طارئة لتأمين إمداداتها بالغاز.
وأعلنت برلين في بيان عن أن الإجراءات تشمل استخدام محطاتها العاملة بالفحم لتوليد الكهرباء بشكل أكبر عقب هبوط إمدادات الغاز الروسي.
وذكرت شركة “غازبروم” الروسية مؤخرا أن شحن الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا مستمر من خلال نقطة دخول سودجا.
وذكرت الشركة في بيان أن الأحجام بلغت “نحو 43.6 مليون متر مكعب بانخفاض طفيف عن 44.5 مليون متر مكعب”.
وبنيت أن “أوكرانيا رفضت طلبا لتوريد الغاز عبر نقطة دخول سوخرانوفكا الرئيسية”.
يذكر أن “غازبروم” علقت إمداداتها لفنلندا، عقب إعلان عدم تلقيها لتسديدات بالروبل من الشركة العامة الفنلندية عند انقضاء مهلة محددة في 20 مايو.
وفرضت قبل أشهر عقوبات على “الدول غير الصديقة” سداد عقود صادرات الغاز بالروبل بدلا من اليورو.
وارتفعت طلبات المستهلكين الأوروبيين على الغاز الروسي لتبلغ 98.96 مليون متر مكعب يوميًا، وفق إعلان شركة “غازبروم” الروسية.
وقالت “غازبروم” في بيان إنها ستواصل التوريد لعملائها الأوروبيين بالغاز الروسي من خلال أراضي أوكرانيا، كالعادة دون تغيير.
وذكرت أن طلبات الغاز من أوروبا وصلت إلى 109.6 مليون متر مكعب أوائل مارس الماضي.
ووصل آخر طلب عند 97.2 مليون متر مكعب، كأقل الكميات التي تطلبها أوروبا بموجب الحجوزات طويلة الأجل عبر أنبوب الغاز العابر للأراضي الأوكرانية.
وكانت تبلغ طلبات أوروبا 109.5 مليون متر مكعب يوميًا.
وهبطت مشتريات أوروبا من الغاز من روسيا إثر نمو توليد طاقة الرياح، وارتفاع درجات الحرارة في المنطقة.
وقالت ألمانيا إن فرض حظر على إمدادات الطاقة القادمة من روسيا سينهي ازدهار اقتصاد برلين، في ظل فرض عقوبات شديدة على موسكو إثر غزوها لأوكرانيا.
وحذرت على لسان روبرت هابيك من أنه لا توجد بنية تحتية في ألمانيا لاستيراد الغاز والنفط بطرق أخرى (أي من غير روسيا).
وأشار إلى أن رفض روسيا تزويد ألمانيا بالطاقة يهدد بإغلاق أكبر شركة كيميائية في العالم “BASF”.
وذكر هابيك أن نقص الموارد الطاقية يهدد بخطر هجرة شركات الطاقة للخارج، على سبيل المثال إلى آسيا.
وكشفت صحيفة SME السلوفاكية عن أن سلوفاكيا قد تكون أول دولة تضطر لشراء الغاز الطبيعي من روسيا بعملة الروبل بعد تحويل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدفع بها.
وقال رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر “إذا حولنا للشروط السلوفاكية فسيتعين على صناعة الغاز شراء الروبل باليورو، ثم الغاز بالروبل من غازبروم”.
وأشار إلى أن ذلك يرفع من اعتماد سلوفاكيا على روسيا، ولن يقتصر على الطاقة فحسب، بل سيكون ماليا.
وبين أن “شكوكهم بشأن موثوقية إمدادات الغاز الروسي زادت عقب انطلاق غزو أوكرانيا”.
وقال رئيس الوزراء السلوفاكي: “نبحث مع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن حلول بديلة لحماية أسرنا وصناعتنا”.
وأعلنت المفوضية الأوروبية عن رسم مسارا ينهي اعتماد الاتحاد على الغاز من روسيا، ما يعني خفض احتياجات الاستيراد 80٪ تقريبا بعام 2022.
وقال مسؤول أوروبي إن “الخطة ستقدم اليوم وتتضمن مقترحات وخطوات مثل الاستفادة من إمدادات الغاز الجديدة”.
وبين أنها تهدف لتحقيق الاستقلال عن أكبر مورد للوقود الأحفوري في المنطقة قبل فترة طويلة من عام 2030.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن الخطة التي تحظى بفرص نجاح، بحاجة إجراءات من الدول الأعضاء بملف الغاز.
وبينت أن العديد منهم غير مرتاح للاستثمار المطلوب لخطط انتقال الطاقة، ويكافحون لاحتواء التأثير السياسي لارتفاع تكاليف الطاقة.
وقال المفوض الأوروبي للعمل المناخي فرانس تيمرمانز: “أعتقد أنه يمكننا تقديم خطة غدا ستقلل بشكل كبير من اعتمادنا على الغاز الروسي”.
وأضاف: “بغضون سنوات ستجعلنا مستقلين عن استيراد الغاز الروسي.. أعتقد أن هذا ممكنًا، الأمر ليس سهلا، لكنه ممكن”.
للمزيد| كم ستنفق إيطاليا لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة؟
لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=21052