تقدم الديمقراطيين الاجتماعيين على اليمين المتطرف في الانتخابات المحلية الألمانية

بدا أن المستشار الألماني أولاف شولتز قد حصل على قسط من الراحة حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى أن حزبه صمد أمام تحدي قوي من اليمين المتطرف للفوز في انتخابات إقليمية رئيسية في ولاية براندنبورغ بشرق البلاد.

ووفقا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها هيئة الإذاعة العامة الألمانية، فقد حل الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة شولتز في المركز الأول بحصوله على 31% من الأصوات، يليه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بحصوله على 30%.

وحصل الحزب الديمقراطي المسيحي من يمين الوسط على 12%.

كانت الخسارة في براندنبورغ، التي سيطر عليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي منذ إعادة توحيد ألمانيا، ستلقي بظلال من الشك على مستقبل شولتز السياسي وتزيد الضغوط من أجل إجراء انتخابات وطنية مبكرة بعد أن عانى حزبه من هزائم ساحقة في انتخابات ولايتين سابقتين هذا الشهر.

وفي الآونة الأخيرة، يواجه شولتس تحديات سياسية متزايدة مع تصاعد دعم حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) اليميني المتطرف. هذا الحزب، الذي كان ينظر إليه سابقًا على أنه قوة هامشية في السياسة الألمانية، بدأ يكتسب المزيد من الشعبية، مما يعكس حالة عدم الرضا العامة بين الألمان عن السياسات التقليدية التي تتبناها الأحزاب الكبرى.

ويتزايد الدعم للحزب بسبب عوامل عديدة، أبرزها الأزمة الاقتصادية، وسياسات الهجرة، والقلق المتزايد بشأن الأمن الداخلي.

حكومة شولتس، المكونة من ائتلاف بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر، تواجه صعوبة في مواجهة هذا الصعود، حيث يعبر عدد كبير من المواطنين عن عدم رضاهم عن الأوضاع الاقتصادية والقرارات السياسية.

ويعاني الاقتصاد الألماني من تضخم وركود نسبي، مما يزيد من الضغوط على الحكومة لتقديم حلول سريعة وفعالة.

من ناحية أخرى، يحظى شولتس بدعم من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يعتبر ألمانيا حليفًا قويًا في السياسة الدولية، وخاصة في ظل التوترات مع روسيا والصين. هذا الدعم السياسي من الولايات المتحدة يعزز موقف شولتس على الساحة الدولية، لكنه لا يحل المشكلة الداخلية المتفاقمة مع تزايد شعبية “البديل من أجل ألمانيا”.

وما يزيد من تعقيد الوضع هو الانقسام الداخلي داخل التحالف الحكومي، حيث تختلف الأحزاب الشريكة في الحكومة حول كيفية التعامل مع العديد من القضايا، مثل السياسة الاقتصادية والهجرة. هذا التوتر الداخلي يضعف من قدرة الحكومة على تقديم حلول شاملة وموحدة للتحديات التي تواجهها.

تزايد نفوذ “البديل من أجل ألمانيا” يعتبر إشارة قوية إلى تزايد الاستياء الشعبي من السياسات التقليدية، ويضع مستقبل شولتس وحكومته في موقف صعب. يطالب العديد من المواطنين بتغييرات جذرية في السياسات، وهو ما قد يؤدي إلى تحول في المشهد السياسي الألماني إذا استمر الحزب اليميني في جذب المزيد من المؤيدين.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.