سحب الخدمات المصرفية البريطانية من أربع من كل عشر جمعيات خيرية إسلامية

كشف تقرير جديد صادر عن منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية في بريطانيا أن أكثر من أربع من كل عشر جمعيات خيرية إسلامية في بريطانيا تعرضت لسحب الخدمات المصرفية.

وذكر التقرير الذي صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الجمعيات الخيرية الإسلامية “تعاني من استبعاد مالي غير متناسب، ويرتبط في كثير من الأحيان بأطر مكافحة الإرهاب والمخاطر”.

وأضافت أن 68% من الجمعيات الخيرية الإسلامية التي شملها الاستطلاع أفادت عن صعوبات في فتح حسابات مصرفية، في حين شهدت 42% “انسحابا كاملا للخدمات المصرفية”.

وأفاد أربعة من كل عشرة أيضًا بمواجهتهم تحديات في تحويل الأموال مما أدى إلى تأخير قدرتهم على سداد المدفوعات.

ولم تتمكن إحدى الجمعيات الخيرية التي تدير مستشفى من دفع رواتب الأطباء والممرضات لمدة شهرين.

وقال آخر يعمل في الشرق الأوسط إن التأخير في إرسال الأموال يعني أن “البائعين المحليين سيأتون إلى مكاتبنا الميدانية ويطالبون بالدفع تحت تهديد السلاح، مما يعرض حياة عمالنا للخطر”.

وذكر التقرير أن المسلمين يتبرعون أكثر من أي جماعة دينية أخرى في بريطانيا.

لكن الجمعيات الخيرية الإسلامية تقع بشكل غير متناسب ضحية لما يسمى “إزالة المخاطر” و”إلغاء الخدمات المصرفية”، حيث يتم تجميد الأموال أو إغلاق الخدمات المصرفية.

وقال عبد السميع أرجومان، مسؤول السياسات والدعوة في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية: “منذ أكثر من عقدين من الزمن، واجهت الجمعيات الخيرية التي يقودها المسلمون صعوبة في الحد من المخاطر”.

وأضاف أنه “رغم الطبيعة الحرجة لهذه القضية، فإنها لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه”.

وتابع: “نحن بحاجة ماسة إلى ممارسات مصرفية أكثر عدالة وشفافية، وحماية أقوى للجمعيات الخيرية ومواردها، ومزيد من المساءلة من جانب المؤسسات المالية لضمان عدم معاقبة الجمعيات الخيرية بشكل غير عادل”.

وتضطر الجمعيات الخيرية إلى الدفاع عن نفسها دون أن يتم إخبارها بسبب حظر معاملاتها أو إغلاق حساباتها.

ويقول التقرير إن “الإسلاموفوبيا البنيوية” تؤدي إلى استهداف الجمعيات الخيرية الإسلامية بشكل غير عادل من قبل البنوك دون أي دليل على ارتكابها أي مخالفات، ويوصي بأن يخضع موظفو البنوك لتدريب مناهض للعنصرية.

على مدى العقد الماضي، كانت هناك العديد من الحالات المبلغ عنها لاستهداف الجمعيات الخيرية التي يقودها مسلمون.

في عام 2019، كشف موقع ميدل إيست آي أن البريطاني التحويلات المصرفية لمؤتمر الأويغور العالمي ، الذي يعمل على رفع الوعي بشأن المحنة الرهيبة التي يعيشها المسلمون الصينيون، قد تم حظرها بعد إدراجها في القائمة السوداء على أساس معلومات مضللة صينية مفادها أنها جماعة إرهابية.

وفي حالة أخرى، تم إغلاق مسجد فينسبري بارك في لندن بعد إدراجه خطأً على قائمة المنظمات الإرهابية.

ويأتي التقرير الجديد بعد إغلاق الحسابات المصرفية للسياسي البارز نايجل فاراج دون تفسير في يونيو/حزيران 2023، وهي القضية الأكثر شهرة.

وقال فاراج في ذلك الوقت إنه بدون حساب مصرفي “لن أكون قادرا على الوجود أو العمل”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.