وزير الخارجية الإسرائيلي يهدد بخطوات أحادية إذا اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية

هدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بخطوات أحادية ستتخذها إسرائيل ضد باريس إذا اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية بحسب ما أعلن مؤخرا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وعبّر ساعر عن أمله بألا تمضي فرنسا قدمًا في الاعتراف بدولة فلسطينية، محذرًا من أن ذلك “سيضر بموقفها الإقليمي، وسيقلل من فرص التفاوض الحقيقي، وسيشجع الفلسطينيين على تجنب تقديم التنازلات”.

وأضاف: “قد نضطر للرد بإجراءات أحادية، مثل فرض القانون الإسرائيلي على مجتمعاتنا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)”.

وذكرت صحيفة التليغراف أن “هل لا تزال بريطانيا صديقة جيدة لإسرائيل؟” هو السؤال الذي وجهته إلى جدعون ساعر، بعد أن أثارت زيارته إلى المملكة المتحدة ولقاؤه بوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ردود فعل غاضبة من ناشطين يساريين طالب بعضهم بإصدار مذكرة اعتقال بحقه. ورغم فشل الطلب، بدا ساعر غير متأثر بالضجة.

وقال ساعر دون تردد: “المملكة المتحدة صديقة جيدة لإسرائيل. من المهم بالنسبة لنا الحفاظ على هذه الصداقة. لا أخفي أن بيننا أحيانًا خلافات في الرأي”.

وأضاف: “في محادثاتي مع وزير الخارجية، أكون صريحًا جدًا عندما أعتقد أن على الموقف البريطاني أن يكون أكثر تفهمًا لإسرائيل وظروفها والحي الذي نعيش فيه”.

وأوضح استياءه بمثال: “عندما يستخدم إرهابيو حماس أو الجهاد الإسلامي مستشفى لشن هجمات، ونحن نتخذ كل الإجراءات الممكنة لتقليل الأضرار الجانبية، فإن السؤال يجب أن لا يكون: لماذا نهاجم؟ بل: لماذا تستخدم حماس مستشفيات ومدارس ومرافق الأونروا للهجوم على إسرائيل؟”

وأكد أن العلاقة الوثيقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل تخدم أمن بريطانيا أيضًا من خلال التعاون الاستخباراتي والأمني.

ورغم أن بيان الخارجية البريطانية بشأن الاجتماع مع ساعر ركز على قضايا مثل المفاوضات حول الرهائن، وحماية عمال الإغاثة، ووقف الحصار على غزة، والتوسع الاستيطاني، والبرنامج النووي الإيراني، فإن ساعر وصف اللقاء بـ”الجيد”، مؤكدًا أن الحوار المستمر ضروري.

وحول منع نواب يساريين من دخول إسرائيل، زعم ساعر أن لإسرائيل قوانين تمنع دخول من يدعون لمقاطعتها، وقال: “هذا لا يستهدف النواب البريطانيين فقط. لقد منعنا نائبات من الكونغرس الأمريكي من الدخول، وأمريكا أقرب أصدقائنا”.

وقال ساعر إنه لا يريد انتقاد السياسات الداخلية البريطانية، لكنه أشار إلى أن “نشاطات معينة للإخوان المسلمين في بريطانيا ممنوعة في دول عربية، وهذا يثير التساؤل”.

وأضاف أن الأمر يعود للشعب البريطاني في تحديد مدى التساهل مع الإسلام الراديكالي.

وحول الملف الإيراني، رفض ساعر فكرة أن مفاوض ترامب، ستيف ويتكوف، يسعى لاتفاق ناعم مع إيران، مشيرًا إلى تغريدات ويتكوف التي أكد فيها سعيه لتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

وأضاف: “إيران لا يمكن أن تحصل على سلاح نووي. وإذا فعلت، فإن دولًا مثل السعودية ومصر وتركيا ستسعى هي الأخرى لامتلاك السلاح، وسندخل سباق تسلح خطير”.

وقال إن إسرائيل لا تستبعد الخيار العسكري، مشيرًا إلى أن إيران لم تلتزم يومًا بالتزاماتها الدولية، محذرًا من محاولة طهران إضاعة الوقت باتفاقات جزئية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.