في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين القوى الكبرى، وجهت روسيا والصين انتقادات حادة لخطة الدفاع الصاروخي الفضائي التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمعروفة باسم “القبة الذهبية لأميركا”، محذرين من أنها قد تؤدي إلى عسكرة الفضاء وتهديد الاستقرار العالمي.
جاء هذا الموقف المشترك في بيان رسمي صدر عقب محادثات قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ في موسكو، حيث يحيي الجانبان الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وقد تزامن البيان مع توقيع 26 وثيقة تعاون، من بينها إعلان مشترك لتعزيز الالتزام بالقانون الدولي.
وقال البيان: “إن برنامج ‘القبة الذهبية الأمريكية’ الذي أُعلن عنه مؤخراً، يشكل تهديداً خطيراً للتوازن الاستراتيجي العالمي، ويعزز بشكل كبير قدرات الولايات المتحدة القتالية في الفضاء”. وأضاف أن الخطة تمثل تصعيداً تقنياً واستراتيجياً قد يشعل سباق تسلح جديد في المدار.
وكان ترامب قد كشف عن الخطة في مارس/آذار الماضي، مستلهمًا نموذج القبة الحديدية الإسرائيلية، لكنه أكد أن المشروع الأميركي سيكون أكثر طموحاً بكثير، و”سيغطي سماء الولايات المتحدة من أي تهديد صاروخي، أكان من دولة أو جهة غير حكومية”.
والتحذيرات الروسية-الصينية تتقاطع مع مخاوف أعرب عنها مسؤولو الاستخبارات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن احتمال أن تقدم روسيا على نشر أسلحة نووية في الفضاء، وهو سيناريو وصفه الأمين العام للحلف، مارك روته، بأنه “خط أحمر سيتسبب في تغييرات جذرية في قواعد الردع العالمية”.
ورغم انشغاله بالحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من عقد، يواصل بوتين الدفع نحو تعاون دفاعي وتكنولوجي أكبر مع الصين. وأكد في ختام القمة أن “العلاقات الروسية الصينية أقوى من أي وقت مضى”، فيما وصف شي اللقاء بأنه “ودي وعميق ومثمر”.
بالتوازي مع القمة، تعطلت حركة الطيران في موسكو نتيجة ضربات بطائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت محيط العاصمة، ما أدى إلى إغلاق مؤقت للمطار قبل عرض “عيد النصر” المرتقب الجمعة. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الضربات الأوكرانية في العمق الروسي في الذكرى السنوية لغزو 2022.
والخبراء في واشنطن يعتبرون أن تنفيذ مشروع بحجم “القبة الذهبية” سيكون معقدًا من الناحية التكنولوجية ومكلفًا للغاية، خصوصًا أن تأمين سماء دولة بحجم الولايات المتحدة يختلف جذريًا عن تغطية مساحة صغيرة نسبيًا كإسرائيل.
مع ذلك، يؤكد ترامب أن المشروع جزء من رؤيته لـ”أمن أميركي لا يُخترق”، ويأتي في سياق استراتيجي يشمل استقطاب استثمارات ضخمة في قطاعي الفضاء والدفاع.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29280