ترامب يطرح على قادة أوروبا عرضًا مشروطًا لضمانات أمنية لأوكرانيا

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادة أوروبيين وأوكرانيين، خلال اجتماع افتراضي نظمته ألمانيا، أن الولايات المتحدة مستعدة للعب دور في توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد أي وقف لإطلاق النار محتمل مع روسيا، لكن بشروط واضحة، أبرزها أن لا تكون هذه الترتيبات ضمن إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو).

المصادر، التي شملت دبلوماسيًا أوروبيًا ومسؤولًا بريطانيًا وشخصًا مطّلعًا على تفاصيل المكالمة، أوضحت أن ترامب طرح الفكرة كمفهوم عام من دون الدخول في تفاصيل عملية أو التزامات محددة، ما ترك مساحة كبيرة للتأويل والتقدير بين الحلفاء.

تفاؤل حذر في العواصم الأوروبية
رغم الغموض الذي يكتنف العرض الأميركي، استقبل المسؤولون الأوروبيون هذه الإشارة بنوع من التفاؤل الحذر، إذ تُعدّ الضمانات الأمنية مطلبًا محوريًا لكل من كييف وأوروبا، في ظل القلق من احتمال تجدّد العدوان الروسي بعد أي تسوية.

المسؤول البريطاني الذي شارك في المحادثة قال إن ترامب يدرك أن أي ضمانات أميركية يجب أن تكون جزءًا من التسوية النهائية، وأن لواشنطن دورًا مهمًا في ردع أي خرق روسي مستقبلي.

حدود الدعم الأميركي
وفقًا للمصادر، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة لن تستمر في تزويد أوكرانيا مباشرة بالسلاح أو القوات، لكنه أبدى استعدادًا لبيع الأسلحة إلى دول أوروبية لتقوم هي بتزويد كييف بها.
هذا التوجه يعني أن الضمانات، في حال تنفيذها، ستكون أضيق بكثير من التوقعات الأوكرانية والأوروبية، وقد لا ترقى إلى مستوى الردع الذي يأمله داعمو أوكرانيا.

كما يعكس الموقف استمرار تحفظ ترامب على الانخراط العسكري المباشر، وهو خط ثابت في نهجه منذ ولايته الأولى، حين عارض تسليح أوكرانيا بمساعدات فتاكة.

قلق من القمة المرتقبة مع بوتين
الاجتماع جاء قبل يومين من لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يثير مخاوف أوروبية من طبيعة التفاهمات التي قد تُبرم بعيدًا عن أعين الحلفاء.
بعض العواصم الأوروبية تخشى أن تمنح المفاوضات الثنائية بوتين مكاسب سياسية أو أمنية من دون ضمانات قوية لأوكرانيا، خصوصًا إذا كانت الصيغة النهائية للاتفاق لا تتضمن التزامات واضحة وطويلة الأمد من الولايات المتحدة.

مساعٍ أوروبية موازية
في موازاة ذلك، تواصل أوروبا البحث عن صيغ بديلة للضمانات الأمنية، بما في ذلك تشكيل تحالف من القوات البرية الراغبة للمساهمة في حماية أي اتفاق سلام. لكن هذه المبادرات، رغم أهميتها، تبقى بحاجة إلى غطاء سياسي ودعم لوجستي أميركي لتعزيز مصداقيتها أمام موسكو.

الموقف الأميركي، بصيغته الحالية، يفتح المجال أمام تعزيز استقلالية أوروبا الدفاعية، لكنه في الوقت نفسه يحد من عنصر الردع الذي توفره القوة الأميركية المباشرة.

ويمثل عرض ترامب لضمانات أمنية لأوكرانيا تحركًا لافتًا في مسار المفاوضات، لكنه يظل محاطًا بالتحفظات والشروط التي قد تقلل من فعاليته في نظر كييف وحلفائها الأوروبيين. ومع اقتراب قمة ترامب–بوتين، يبقى التساؤل الأكبر: هل ستخرج الضمانات بصيغة تردع روسيا بالفعل، أم ستبقى مجرد التزام سياسي فضفاض لا يغيّر موازين الأمن في أوروبا الشرقية؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.