نجح رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور في تأمين ولاية ثانية بعد أن قاد حزبه، حزب العمال (يسار الوسط)، إلى فوز ضيق في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الاثنين، على الرغم من المكاسب الكبيرة التي حققها حزب التقدم الشعبوي اليميني.
وبعد فرز شبه كامل للأصوات، حصل تكتل يسار الوسط بقيادة حزب العمال على 87 مقعدًا من أصل 169 في البرلمان، مقابل 82 مقعدًا للكتل اليمينية. وتراجع حزب المحافظين إلى أحد أسوأ نتائجه الانتخابية منذ عقود، ما أدى إلى إعلان زعيمته إرنا سولبرغ تحمّلها المسؤولية الشخصية عن الأداء الضعيف.
في المقابل، حقق حزب التقدم اليميني أفضل نتائجه على الإطلاق، إذ ضاعف حصته الانتخابية إلى نحو 24% من الأصوات، ليصبح ثالث أكبر قوة في البرلمان.
خطاب النصر
في كلمة أمام أنصاره المبتهجين في أوسلو، قال ستور إن النتائج تثبت أنه “لا يزال ممكنًا للديمقراطيين الاجتماعيين الفوز في الانتخابات حتى في وقت تتصاعد فيه القوى اليمينية في أوروبا”. وأضاف أن الناخبين وضعوا قضايا ارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب وإدارة صندوق الثروة السيادي الضخم للنرويج على رأس أولوياتهم.
وقد اتسمت الحملة الانتخابية بالمنافسة الشديدة، وتركزت على ملفات اقتصادية واجتماعية حساسة:
تكاليف المعيشة المتزايدة بفعل التضخم.
ضرائب الثروة وإصلاح النظام الضريبي.
مستقبل صندوق الثروة السيادي النرويجي الذي تبلغ قيمته نحو تريليوني دولار.
علاقات أوسلو مع الخارج، وخاصة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ظل التوترات العالمية.
كما لعبت السياسة الخارجية دورًا مهمًا، حيث أشار ستور إلى أن الناخبين تأثروا أيضًا بالصراعات الجارية في أوكرانيا وغزة.
“تأثير ستولتنبرغ”
جزء من تحسن أداء حزب العمال خلال العام الجاري يُعزى إلى ما يُعرف بـ”تأثير ستولتنبرغ”. فقد عاد ينس ستولتنبرغ، الأمين العام السابق لحلف الناتو ورئيس الوزراء الأسبق، إلى المشهد السياسي عبر توليه منصب وزير المالية في فبراير 2025. ومنذ ذلك التعيين، ارتفعت شعبية الحزب بما يقارب عشر نقاط مئوية، ما ساعد على ترجيح كفة يسار الوسط في الانتخابات.
وتعني النتيجة أن ستور سيضطر لتشكيل حكومة بدعم من أربعة أحزاب يسارية أخرى لضمان الأغلبية البرلمانية، وهو تحدٍ قد يزيد من صعوبة تمرير السياسات الاقتصادية والمالية المثيرة للجدل.
لكن، وبالرغم من صعوبة المهمة، يُنظر إلى هذا الفوز على أنه انتصار استراتيجي ليسار الوسط في أوروبا، في وقت يتعاظم فيه حضور الأحزاب اليمينية الشعبوية في مختلف دول القارة.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29635