الدنمارك تختار الدفاع الأوروبي: نظام SAMP/T الفرنسي–الإيطالي يتفوق على الباتريوت الأمريكي

أعلنت الدنمارك يوم الجمعة اختيارها نظام الدفاع الجوي SAMP/T الفرنسي–الإيطالي بدلاً من نظام باتريوت الأمريكي، في خطوة تُعدّ مكسبًا كبيرًا لأوروبا الدفاعية وصفعة سياسية لواشنطن والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكدت وزارة الدفاع الدنماركية أن الهدف من الصفقة هو “بناء دفاع جوي أرضي قادر على حماية المدنيين والأهداف العسكرية والبنية التحتية الحيوية من التهديدات الجوية”.

وأضافت أن النظام بعيد المدى سيكون SAMP/T، فيما يجري حاليًا تقييم الخيارات المتوسطة المدى بين أنظمة:

NASAMS النرويجي،

IRIS-T الألماني،

VL MICA الفرنسي.

تبلغ القيمة الإجمالية للصفقة، بما في ذلك التشغيل والصيانة، نحو 58 مليار كرونة دنماركية (7.7 مليار يورو)، ما يعكس استثمارًا غير مسبوق في قدرات الدفاع الجوي للدولة الاسكندنافية.

خلفية سياسية: تهديدات ترامب بجرينلاند

القرار لا ينفصل عن السياق السياسي المتوتر بين كوبنهاغن وواشنطن. فقد تزايدت الشكوك الأوروبية حول موثوقية التزام الولايات المتحدة بعد مواقف ترامب المثيرة للجدل، ومن بينها تهديداته المتكررة بضم جزيرة جرينلاند، الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي.

ويرى مراقبون أن اختيار الدنمارك يمثل أول اختبار علني لاستعداد دول أوروبية للابتعاد عن المشتريات الأمريكية، لصالح حلول أوروبية تعزز الاستقلالية الاستراتيجية.

مكسب لفرنسا وإيطاليا

يمثل العقد أول صفقة أوروبية لنظام SAMP/T خارج الدولتين المنتجتين، فرنسا وإيطاليا. وقد ضغط رئيس الوزراء الفرنسي الحالي سيباستيان ليكورنو بقوة على العواصم الأوروبية منذ أن كان وزيرًا للقوات المسلحة، للترويج للنظام باعتباره الجيل الجديد من الدفاعات الجوية القادر على منافسة الباتريوت الأمريكي.

تصنع النظام شركتا MBDA وThales، ويُعتبر جزءًا من جهود أوروبية أوسع لتعزيز صناعة الدفاع القاري وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.

دوافع القرار

بحسب وزارة الدفاع الدنماركية، استندت عملية الاختيار إلى تقييم شامل للعوامل التشغيلية والاقتصادية والاستراتيجية. ويشير ذلك إلى أن القرار لم يكن مجرد مسألة تقنية، بل تضمن حسابات جيوسياسية تتعلق بمكانة الدنمارك داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

المحللون يرون أن:

الكلفة التشغيلية وصيانة الباتريوت كانت أعلى،

بينما يوفر SAMP/T مرونة أكبر ضد التهديدات الجوية الحديثة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.

ومن المرجح أن يشجع القرار الدنماركي دولًا أوروبية أخرى على النظر في البدائل الأوروبية. فالنقاش الدائر داخل الاتحاد الأوروبي حول الاستقلالية الدفاعية يتعزز مع كل خطوة تبتعد عن الاعتماد الحصري على واشنطن.

كما يواكب هذا التوجه مبادرات الاتحاد لتمويل مشروعات دفاعية مشتركة من خلال برامج مثل صندوق الدفاع الأوروبي، ومطالبة بروكسل الدول الأعضاء باستخدام جزء من قروض SAFE الدفاعية البالغة 150 مليار يورو لتعزيز الدفاعات الجوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.