أثارت إدارة المنافسة في المفوضية الأوروبية جدلاً جديداً بشأن قرارها تغريم شركة جوجل 2.95 مليار يورو، بعد تناقض بين تفسير مسؤولي الاتصالات في الجهاز وبين تأكيد نائبة رئيسة المفوضية المكلفة بالمنافسة أن القرار الاستراتيجي كان عدم عقد مؤتمر صحفي في ذلك اليوم.
وقالت تيريزا ريبيرا في مقابلة مع بوليتيكو إنّها اتفقت مع رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين على أن التحدث إلى الصحفيين في الخامس من سبتمبر/أيلول «ليس النهج الصحيح»، خلافًا للطريقة التي كانت تدار بها مثل هذه الإعلانات في عهد سلفها مارغريت فيستاجر.
وأضافت ريبيرا أنّها كانت متواجدة في مكتبها بمقر المفوضية في بيرلايمونت ببروكسل وقت انعقاد الإحاطة، وأنّ بياناتها المنشورة في البيان الصحفي كانت كافية.
ومع ذلك، صرّحت أريانا بوديستا، نائبة المتحدث الرسمي باسم المفوضية، بعد أيام من صدور القرار بأنّ عدم عقد مؤتمر صحفي جاء «لعدم توافُر ريبيرا»، إذ كانت «مسافرة إلى إثيوبيا في وقت مبكر جداً من صباح الغد».
وعند إبلاغ بوديستا من قبل بوليتيكو بأنّ هذا التفسير غير دقيق — إذ سافرت ريبيرا إلى أديس أبابا في وقت متأخر من مساء السبت — قالت بوديستا إنّها «تصرفت بحسن نية» وأنّ معلوماتها استندت إلى ما قدّم لها فريق ريبيرا.
وأضافت الواقعة إلى قائمة الانتقادات الموجهة لخدمة الاتصالات في المفوضية، التي يعرب صحفيون في بروكسل عن استياء متزايد منها بسبب «رسائل متضاربة» وتساؤلات حول مستوى الشفافية في الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي.
ولم تقم خدمة المتحدثين الرسمية بتصحيح السجل العام أو الاعتراف بخطأ، وقالت بوديستا إنّه لم يُطلب منها القيام بذلك، بينما أبلغ مكتب ريبيرا لاحقاً بعض وسائل الإعلام بأنه سيصحّح المعلومات مباشرة مع من تواصلوا معه.
ويشار إلى أن إجراء الغرامة على جوجل كان واحداً من أبرز قرارات ريبيرا خلال تسعة أشهر قضتها على رأس إدارة المنافسة في المفوضية، وله دلالة سياسية معتبرة، ليس فقط لكونه جزاءً ضد ما اعتبر إساءة استغلال هيمنة في سوق الإعلانات الإلكترونية.
بل لأنه جاء في وقت يثير توتراً محتملاً مع إدارة الولايات المتحدة التي انتقدت سابقاً العقوبات الأوروبية على شركات التكنولوجيا الأميركية. وتفاقم التعقيد مع صدور حكم من محكمة أميركية في دعوى رفعتها وزارة العدل الأميركية ضد جوجل.
وقالت ريبيرا إنّها وافقت على عدم عقد مؤتمر صحفي لأن «الأهمية السياسية للقرار كانت واضحة للغاية»، لكنها لم توضّح إن كانت فون دير لاين هي من اقترحت هذا النهج أم أنها بادرة منها.
ويأتي ذلك بينما تُعرف ريبيرا بمواقف أحياناً مخالفة لخط المفوضية الرسمي، لا سيما في قضايا حساسة مثل البيئة أو قضية إسرائيل، حيث أُلقيت عليها تصريحات في باريس اعتبرت تدخل إسرائيل في غزة «إبادة جماعية»، بحسب ما أفادت به وسائط إعلامية.
ويعكس المشهد أزمة ثقة داخلية في كيفية إدارة بروكسل للتواصل مع الرأي العام حول قرارات ذات حساسية سياسية وتجارية.
وهو يسلط الجدل الضوء على الحاجة إلى مزيد من التنسيق بين مكاتب صانعي القرار وخدمات الاتصالات في المفوضية لتفادي ارتباك الإعلام والحدّ من الاتهامات بتضليل الرأي العام أو التراخي في معايير الشفافية.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29678