الاتحاد الأوروبي يرفض ضغوط ترامب للتنازل عن أراضٍ لأوكرانيا

أكدت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الاثنين أن أوكرانيا لا ينبغي أن تتنازل عن أي أراضٍ كجزء من اتفاق سلام محتمل مع روسيا، وذلك بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كييف إلى التنازل عن مناطق لصالح موسكو لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.

وقالت كالاس للصحفيين عقب اجتماع لوزراء الخارجية في لوكسمبورغ: “إذا تخلينا عن الأراضي، فهذا يُرسل رسالة للجميع مفادها أنه بإمكانكم استخدام القوة ضد جيرانكم والحصول على ما تريدون”.

وأضافت أن مثل هذه الخطوة ستكون “خطيرة للغاية” وتتناقض مع مبادئ القانون الدولي الذي يهدف إلى منع استخدام القوة لضم أراضٍ بطريقة غير قانونية.

وتأتي تصريحاتها بعد أن ضغط كبير المفاوضين لدى ترامب، ستيف ويتكوف، على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتنازل عن منطقة دونباس شرق البلاد، وذلك في إطار جهود لإنهاء النزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا.

كما أعلن ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أن روسيا قد تحتفظ ببعض الأراضي التي سيطرت عليها خلال الحرب، ما أثار جدلاً واسعاً بين الدبلوماسيين الأوروبيين.

وأكدت كالاس دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لوحدة أراضي أوكرانيا، مشددة على أن أي تنازل عن الأراضي لن يكون مجرد مسألة حدودية، بل يحمل آثاراً سياسية واستراتيجية تتجاوز حدود النزاع نفسه.

وقالت: “أنا من بلدٍ مُحتلٍّ لخمسين عامًا، لكن غالبية دول العالم لم تُعترف بهذه الأراضي كجزء من الدولة المحتلة. هذا درس مهم بالنسبة لنا جميعاً”.

ويأتي هذا الموقف في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لتنسيق سياساته الخارجية ودعم أوكرانيا في مواجهة الضغوط الدولية، خصوصاً من جانب بعض القادة الأمريكيين الذين يدعون إلى حلول وسط مع روسيا.

وقد اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي مؤخراً لدعم زيلينسكي بعد لقاءه بالبيت الأبيض، الذي وصفه أحد المطلعين بأنه “ترك الجانب الأوكراني غير راضٍ”، رغم محاولة واشنطن التوسط للتوصل إلى اتفاق.

كما أشارت كالاس إلى أن مسألة استعادة الأراضي ليست سهلة، موضحة أن هناك فرقاً بين الأراضي التي يمكن استعادتها والتي تُعتبر جزءاً من دولة أخرى وفق القانون الدولي.

وقالت: “ما يُمكن استعادته هو سؤال، والسؤال الآخر هو أيضًا ما الذي تُعتبره أراضي دولة أخرى؟”، في إشارة إلى التعقيدات القانونية والدبلوماسية التي تحيط بالنزاع.

ويحذر الاتحاد الأوروبي من أن أي تنازل عن أراضٍ أو الاعتراف بمطالب روسيا قد يفتح الباب أمام انتهاكات مماثلة في مناطق أخرى من العالم، ويضعف مبادئ القانون الدولي المتعلقة بعدم جواز استخدام القوة لتغيير الحدود.

ويؤكد دبلوماسيون أوروبيون أن دعم أوكرانيا يجب أن يتضمن احترام سيادتها ووحدة أراضيها، وعدم الانصياع للضغوط الخارجية التي قد تُقوض موقفها في المفاوضات.

وتعكس تصريحات كالاس موقف الاتحاد الأوروبي الحازم من أي تغييرات أحادية الجانب للحدود، والتزامه بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك احترام السيادة الوطنية وعدم الاعتراف بالأراضي المحتلة بالقوة.

ويعد هذا الموقف رسالة واضحة إلى ترامب وبقية الأطراف الدولية بأن أوكرانيا ستبقى مدعومة في سعيها للحفاظ على كامل أراضيها، وأن التنازلات الإقليمية لن تكون جزءاً من أي اتفاق سلام مدعوم من الاتحاد الأوروبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.