روسيا تحقق اختراقًا في معقل أوكراني رئيسي وسط تصعيد نووي

أعلنت القوات الأوكرانية أن حوالي 200 جندي روسي تمكنوا من التسلل إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك خلال عطلة نهاية الأسبوع، في أحدث تصعيد من جانب موسكو على خط المواجهة.

وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القتال في المدينة “ديناميكي ومكثف للغاية”، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية لم تُحاصر وتمكنت من استعادة بعض المناطق حول المدينة، مما ساعد على استقرار الوضع نسبيًا.

وتأتي هذه التطورات بينما تسعى روسيا لتعظيم نفوذها العسكري قبل مفاوضات محتملة لوقف إطلاق النار، فيما تحاول أوكرانيا منع القوات الروسية من تحقيق اختراق كامل.

ويصف المسؤولون الأوكرانيون الوضع في بوكروفسك بـ”الصعب” والقتال بـ”الشرس”، مؤكدين أن السيطرة على المدينة ذات الموقع الاستراتيجي أمر بالغ الأهمية.

مساع دبلوماسية معقدة

قال كيريل دميترييف، الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتن للاستثمار والتعاون الاقتصادي، إن كييف وموسكو وواشنطن “قريبة للغاية” من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، بعد أن أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن تجميد الحرب على خطوط المواجهة الحالية قد يكون “حلاً وسطًا جيدًا”.

إلا أن المفاوضات تواجه عقبات كبيرة، إذ يطالب حلفاء أوكرانيا الأوروبيون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوتن بالضغط لقبول وقف إطلاق النار على خطوط المواجهة الحالية، والتخلي عن مطالبه بالسيطرة على أجزاء واسعة من دونيتسك التي لا تسيطر عليها روسيا.

وقد لوح بوتن بشكل متكرر باحتمال عقد لقاء مع ترامب وزيلينسكي، لكنه عاد وتراجع عن هذه المبادرة، في الوقت الذي يواصل فيه موسكو تسريع محاولاتها للسيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية.

تصعيد نووي يثير المخاوف

في تطور جديد، أعلنت روسيا يوم الأحد عن اختبار ناجح لصاروخها النووي من طراز “بوريفيستنيك”، مؤكدة استعدادها لاستخدامه في المعركة.

وأثارت هذه الخطوة استنكار الرئيس ترامب، الذي وصف تصريحات بوتن بأنها “غير مناسبة”، مؤكدًا أن الحرب كانت يجب أن تنتهي منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن الصراع المستمر منذ ما يقارب أربع سنوات كان من الممكن اختصاره سريعًا.

ويعكس الاختراق الروسي في بوكروفسك تصاعد العمليات على الأرض، ويضع أوكرانيا في موقف دفاعي شديد الضغط، في حين تسعى موسكو إلى تحقيق مكاسب تكتيكية واستراتيجية قبل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

ويأتي ذلك بالتوازي مع المحادثات الدبلوماسية المستمرة، التي تتناول شروط التهدئة وضمانات أمنية، بالإضافة إلى الضغوط الدولية لمنع التصعيد النووي.

ويرى المحللون أن الوضع الحالي يعكس مزيجًا من الحرب الميدانية والدبلوماسية، حيث تحاول روسيا فرض واقع جديد على الأرض قبل أي تسوية، بينما تبحث أوكرانيا وحلفاؤها عن وسائل لردع موسكو وضمان التوازن في أي اتفاق مستقبلي.

ويبقى الموقف في بوكروفسك حرجًا ومفتوحًا على تطورات محتملة، مع استمرار القتال المكثف بين القوات الروسية والأوكرانية. وفي الوقت نفسه، يظل التهديد النووي الروسي عاملًا مقلقًا يزيد من تعقيد المحادثات الدولية، ويجعل أي تسوية قريبة لوقف إطلاق النار مرهونة بمستوى الضغوط السياسية والدبلوماسية على موسكو.

وتظل كل الأنظار متجهة إلى المفاوضات المقبلة بين ترامب وزيلينسكي وبوتن، والتي قد تحدد مسار النزاع في المرحلة القادمة وتؤثر بشكل مباشر على مستقبل السيطرة على المناطق الاستراتيجية في شرق أوكرانيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.