شدد كبار مسؤولي الدفاع الأوروبيين خلال اجتماعهم في برلين على التزام القارة بمواصلة دعم أوكرانيا على المدى الطويل، وسط تصاعد التهديدات الهجينة من روسيا وتوقع دخول شتاء قاسٍ آخر.
وقد ركز الاجتماع الذي جمع وزراء الدفاع من الدول الأوروبية الخمس الكبرى، على أهمية تحمل أوروبا مسؤولية أكبر في ضمان أمنها الدفاعي، وعلى استمرار الدعم العسكري والمدني لكييف.
وافتتح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الجلسة بالتأكيد على استمرارية الدعم الألماني لأوكرانيا.
وقال بيستوريوس: “ألمانيا مستعدة لمواصلة دورها الريادي في دعم أوكرانيا”، مشيراً إلى أن برلين ستواصل تمويل أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الاعتراضية باتريوت الأمريكية الصنع، ضمن آلية PURL التي تنسّق تسليم الأسلحة والتكنولوجيا الأمريكية إلى أوكرانيا عبر أعضاء الناتو.
وأضاف أن ألمانيا قدّمت بالفعل حزمة دفاع جوي بقيمة 500 مليون يورو، وستساهم بما لا يقل عن 150 مليون يورو في الحزمة الجديدة التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع.
كما أعلن بيستوريوس عن نية برلين تقديم “مقترح جوهري” بشأن المشتريات الدفاعية المشتركة مع المملكة المتحدة في الاجتماع المقبل لمجموعة الخمس في وارسو.
من جهتها، شددت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية، كاثرين فوتران، على ضرورة تكثيف الضغط العسكري والاقتصادي على موسكو بشكل طويل الأمد.
وأكدت فوتران: “ستواصل فرنسا دعم أوكرانيا مهما طال الزمن”، مشيرة إلى العمل على ضمانات أمنية ضمن تحالف فرنسي-بريطاني.
كما حثت على تطبيق العقوبات بشكل أكثر صرامة، محذرةً من أن “أسطول الأشباح” الروسي، الذي يتهرب من العقوبات، يمول جزءًا كبيرًا من الجهد الحربي الروسي.
فيما أبرز وزير الدفاع الإيطالي، غيدو كروسيتو، التزام إيطاليا تجاه أوكرانيا، معلناً عن حزمة مساعدات مدنية وعسكرية بقيمة 800 مليون يورو، تشمل مولدات لمواجهة نقص الطاقة في الشتاء، بالإضافة إلى حزم المساعدات العسكرية الرابعة والثانية عشرة. وقال “سيستمر التزامنا تجاه كييف – دائمًا”.
وفي كلمة ممثل بولندا، ربط نائب وزير الدفاع بافل زاليفسكي أمن أوروبا مباشرة بقدرة أوكرانيا على الصمود، مؤكداً أن بلاده تقدم دعماً واسع النطاق يشمل المعدات العسكرية والدعم المالي والسياسي.
وأشار إلى أن وارسو تخطط لاستثمار أكثر من 40 مليار يورو في مشاريع دفاعية صناعية ضمن خطة الاستثمار الجديدة للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تعاون مع شركات أوكرانية لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد على المدى الطويل.
ووجّهت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، التحذير الأكثر حدة، مشيرة إلى تصاعد الهجمات الهجينة اليومية، بما يشمل التخريب والهجمات الإلكترونية وغارات الطائرات المسيرة.
وحثت الدول الأوروبية على عدم تطبيع هذا الوضع، مؤكدة على ضرورة دعم أوكرانيا بالمزيد من الدفاع الجوي والذخيرة لمواجهة الضربات الروسية المتصاعدة. وأضافت: “تخطيط قدرات الاتحاد الأوروبي يُكمّل تخطيط حلف شمال الأطلسي، ولا يمكننا قبول هذا الوضع الجديد”.
وخلص الاجتماع إلى استنتاج مشترك مفاده أن أوروبا تستعد لحرب طويلة، وأن الدعم المستمر لأوكرانيا يمثل جزءًا من استراتيجيتها لضمان الأمن القاري. كما أكّد المشاركون أن الإجراءات المتخذة تُحدث تأثيرًا ملموسًا، ولكن لا يجب التهاون في مواجهة التصعيد الروسي المستمر.
ويُظهر الاجتماع أن القوى العسكرية الأوروبية الكبرى تعي أن تعزيز القدرات الدفاعية، ودعم أوكرانيا بالمعدات والتدريب والمساعدات الاقتصادية، أمر حيوي للحفاظ على الأمن الأوروبي ومنع تمدد النزاع، مع التركيز على التعاون متعدد الأطراف داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لمواجهة التحديات الأمنية المستمرة.
الرابط المختصر https://arabiceuro.net/?p=29766