ترامب يتراجع عن خطة أوكرانيا: الحلفاء الأوروبيون يحذرون من الحاجة لمزيد من العمل

تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن مطالبة كييف بقبول خطة السلام المثيرة للجدل التي أعدها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، والتي كانت تقضي بتنازل أوكرانيا عن أراض لروسيا، وتقليص حجم جيشها، ومنح الولايات المتحدة حصة كبيرة من أرباح إعادة الإعمار.

وفي تصريحات للصحافيين خارج البيت الأبيض، قال ترامب إن الخطة المكونة من 28 نقطة “ليست عرضي النهائي”، مؤكدًا رغبته في الوصول إلى سلام سريع “كان ينبغي أن يحدث منذ زمن طويل”.

وأضاف: “علينا، بطريقة أو بأخرى، أن ننهيه”، في إشارة إلى الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وكان ترامب قد أمهل كييف حتى عيد الشكر للموافقة على المقترح، في الوقت الذي أبدى فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قلقه البالغ من التنازلات المقترحة.

وقال ترامب إن أوكرانيا ستواصل القتال بكل ما أوتيت من قوة إذا لم توافق على الخطة.

وفي أعقاب ظهور تفاصيل المقترح، عقد الحلفاء الأوروبيون محادثات أزمة، معربين عن مخاوفهم من أن تكون الخطة بمثابة “إنذار نهائي” جديد من واشنطن.

وأكد دبلوماسيون أن المشروع تم تطويره ثنائيًا مع روسيا، دون شراكة واضحة مع العواصم الأوروبية أو أوكرانيا، مما أثار الشكوك بشأن نوايا الإدارة الأمريكية.

وفي سياق متصل، حاول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو النأي بنفسه عن التقارير التي أشارت إلى أن الخطة تعكس “قائمة أمنيات موسكو”، وأكد في بيان صباح الأحد أن “الولايات المتحدة هي من صاغت مقترح السلام”، مشددًا على أنه أخذ في الاعتبار “المساهمات السابقة والحالية من أوكرانيا”.

وفي أوروبا، أعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن تشككه في أصل الخطة، قائلاً: “قبل أن نبدأ عملنا، من الجيد أن نعرف على وجه اليقين من هو واضع الخطة وأين وُضعت”.

فيما رحب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالجهود الأمريكية، لكنه وصف اقتراح ترامب بأنه “أساس سيتطلب عملًا إضافيًا” لضمان سلام مستدام وعادل.

وأكد مسؤول أوروبي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المسودة الأمريكية تتضمن عناصر مهمة يمكن البناء عليها، لكنه أشار إلى أن “مزيدًا من العمل ضروري لضمان استدامة السلام”.

ومن المقرر أن يشارك كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي في محادثات بوساطة أمريكية خلال الأيام المقبلة لمناقشة المقترح بشكل أوسع، بما في ذلك بيدرو لورتي رئيس أركان كوستا وبيورن سيبرت من المفوضية الأوروبية.

ولم تحظَ خطة ويتكوف بدعم مطلق سوى من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المقرب من الكرملين، الذي يرى النقاد أنه يقدم تنازلات غير متناسبة لروسيا.

وأشار دبلوماسيون إلى أن موقف البيت الأبيض قد يتغير بسرعة، نظرًا لتردد ترامب بين التهديد بقطع الدعم عن أوكرانيا وفرض عقوبات جديدة على روسيا، مؤكدين استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا رغم الضبابية الحالية في السياسة الأمريكية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.