الأورومتوسطي ينتقد الخطاب الفرنسي ضد الإسلام

جنيف- يورو عربي | قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الخطاب الفرنسي عن الإسلام يوفر غطاءً لتصعيد استهداف الأقليات الدينية.

وأعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء تصاعد الخطاب الرسمي الفرنسي غير المنضبط تجاه الديانة الإسلامية.

وحذر المرصد الحقوقي في بيان، يوم الثلاثاء، من خطورة تبعات ذلك على الجالية المسلمة في فرنسا، وعلى مشاعر المسلمين حول العالم.

وقال المرصد الحقوقي الدولي ومقرّه جنيف “إنّ الخطاب الفرنسي يسهم في جعل الجالية المسلمة في فرنسا (نحو 6 ملايين شخص) هدفًا سهلًا لهجوم اليمين الفرنسي والجماعات القومية المتطرفة”.

وتابع “أن ذلك يشجعها أيضًا على تشويه سمعة المسلمين وممارسة التمييز ضدهم، واتهامهم بالتسبب بالأزمات الداخلية”.

وأبرز الأورومتوسطي تصريحات للرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال ماكرون فيها إنّ “الإسلام يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في فرنسا” وتعهّد بقمع “الراديكالية والانفصالية الإسلامية”.

وقبل تصريحه المثير للجدل بأسابيع، دافع “ماكرون” عن موجة السخرية ضد الرموز الدينية الإسلامية مثل النبي محمد.

فيما برر ذلك وفق المرصد في إطار حرية التعبير التي توفّرها بلاده للجميع.

وقال المرصد “إن فرنسا نبهت الساعين للحصول على الجنسية الفرنسية إلى وجوب القبول بحق فرنسا في “التطاول على المعتقدات المقدسة”.

من جهته، شدّد رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده على أنّ “الاستهزاء بالفئات الضعيفة أو معتقداتها لا ينبغي أن يكون محلًا للسخرية”.

وقال عبده “إنّ الدفاع عن السخرية أو شيطنة الرموز أو المعتقدات الدينية لمجتمع مسلم مستهدف في الأساس يمثّل تشجيعًا لمثل هذا الاستهداف”.

في سياق آخر، دان المرصد الأورومتوسطي حادثة قتل المدرس الفرنسي “صامويل باتي” منتصف الشهر الحالي على يد متطرف شيشاني (18 عامًا).

وكذلك أدان المرصد الاعتداء على سائح أردني مسلم وشقيقته في مدينة أنجيه غربي فرنسا.

ونبّه الأورومتوسطي إلى ضرورة التزام فرنسا بالقوانين الدولية والأوروبية التي تنص على احترام جميع الأديان وحُرمة الرموز الدينية.

“وعلى وجه الخصوص الدين الإسلامي الذي يتعرّض معتنقوه لمضايقات مستمرة من الجماعات الشعبوية واليمينية المتطرفة في فرنسا وأوروبا”، وفق المرصد.

وانتقد الأورومتوسطي تصريحات سابقة لـ”ماكرون” تضمنت نوايا لفرض مبادئ جديدة على الدين الإسلامي”.

وعدّ المرصد ذلك انتهاكًا للمادة رقم 1 من القانون الفرنسي لعام 1905، والذي نص على الفصل بين الدولة والمؤسسات الدينية.

وبيّن أنّ حماية الأقليات المضطهدة ينبغي أن تُعطى الأولوية عن حماية الحق في السخرية.

وقال المرصد الحقوقي “إنّ تعليقات “ماكرون” وتعميماته القاسية تشعل الخطاب المعادي للإسلام، وتضفي مصداقية على الخطاب المقيت لليمين المتطرف”.

ويأتي ذلك وفق المرصد في الوقت الذي تتعرض فيه المجتمعات الإسلامية في فرنسا للمضايقة والاستهداف.

ودعا الأورومتوسطي فرنسا إلى احترام الحق في حرية الفكر والوجدان والدين.

وقال “إن ذلك يكون اتساقًا مع المادة 5 من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والمادة 18 من الإعلان العالمي للحقوق الإنسان والمادة 9 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”.

وحث المرصد الأورومتوسطي الحكومة الفرنسية على التوقف عن الخطاب العدائي تجاه الإسلام لتحقيق مكاسب سياسية انتخابية، وضرورة احترام الجالية المسلمة.

موضوعات أخرى:

العالم الإسلامي يدين ماكرون وفرنسا بسبب تعاملهما مع الإسلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.