بولندا تطلب وقفًا عاجلًا لخط أنابيب “نورد ستريم 2”

وارسو – يورو عربي| طلبت بولندا من الحكومة الاتحادية الجديدة المنتظر تشكيلها بألمانيا، وقفًا عاجلًا لخط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” بين روسيا وألمانيا.

وذكررئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أنه سيناقش مع أولاف شولتس باعتباره المستشار المحتمل المقبل لألمانيا.

وبين أنه سيتحدث له شخصيا: “إننا ندافع هنا في بولندا عن حدود الاتحاد الأوروبي”.

وقال: “إذا تحدثنا عن الصورة الأكبر، فدعنا نعمل سويا لأجل السلام وألا نعطي روسيا أموالا إضافية عن طريق مدفوعات الطاقة”.

وأشار إلى أن ذلك يعني بالطبع وقف خط أنابيب الغاز الجديد.

وتعارض بولندا منذ فترة طويلة خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” الذي اكتمل بالفعل.

وتعهد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي بالدفاع عن موقف بلاده حال بدء بروكسل “حربًا عالمية ثالثة”، ما قد يحرم وارسو من أموال موعودة.

وقال موراويكي إن ماذا سيحدث إذا شنت المفوضية الأوروبية حربا عالمية ثالثة؟.. إذا بدأت سندافع عن حقوقنا بأي سلاح بحوزتنا”.

وتوترت علاقة بولندا وبروكسل مؤخرًا، فقد حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وراسو من تحديها لسيادة قانون الاتحاد الأوروبي.

وقالت إن ما تفعله وارسو يشكك في أسس التكتل الذي يضم 27 دولة، ولا يمكن أن يمر دون عقاب.

يذكر أن المحكمة الدستورية البولندية قضت بأن أجزاء من قانون الاتحاد الأوروبي لا تتوافق مع الدستور البولندي.

وأشار القرار بأن ذلك يقوض الركيزة القانونية التي يقوم عليها الاتحاد ويثير مخاوف من أن وارسو قد تغادر الاتحاد بنهاية المطاف.

وأجلت بروكسل مع هذا التوتر موافقتها على حزمة تدابير بقيمة 36 مليار يورو لمساعدة الاقتصاد البولندي على التعافي من الجائحة.

وترغب بولندا في زيادة وتعزيز التعاون مع ألمانيا، بغية الحدّ من تدفق الهجرة غير النظامية وتقليص الهجرة غير النظامية عبر بيلاروسيا من خلال حدودهما.

ووجه وزير الداخلية البولندي ماريوزكامينسكي الشكر لنظيره الألماني هورست زيهوفر لعرضه تعزيز التعاون بحماية الحدود المشتركة.

وجاء ذلك إثر ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين القادمين إلى ألمانيا عبر طريق بيلاروس-بولندا.

ونشر كامينسكي:”قوات الأمن البولندية والألمانية تتعاونا منذ سنوات عديدة والموقف على الحدود لا يمكن أن يتغير إلا بحملة حاسمة على تهريب البشر”.

يذكر أن زيهوفر اقترح على نظيره البولندي القيام بدوريات مشتركة على الحدود خاصة البولندية لتقليص الهجرة غير الشرعية القادمة من بيلاروس.

غير أن كامينسكي لم يأت على عرض زيهوفر ولم يقدم تعهدات محددة منها ما يتعلق بحجم أطقم الحماية.

وذكر وزير بولندا بـ”التعاون المثمر القائم بالفعل” بين دوريات مشتركة للشرطة الاتحادية الألمانية وحرس الحدود البولندية في مناطق حدودية.

وقال كامينسكي إن أمن المواطنين الألمان والبولنديين يمثل أولوية مطلقة.. لهذا أعرض عليكم الدعم الكامل لمكافحة هذه الجماعات الإرهابية”.

وأشار إلى أن بولندا مستعدة لتزويد الجانب الألماني بمعلومات مفصلة لدى السلطات البولندية.

وبعثت الحكومة في بولندا 6 آلاف عسكري جديد إلى الحدود مع بيلاروسيا، “لمساعدة حرس الحدود على وقف تدفقات المهاجرين”.

قالت الحكومة في بيان إن الإجراء يأتي مع سلسلة قرارات من شأنها جعل الهجرة إلى أراضيها عملية شبه مستحيلة.

وضاعفت بولندا عدد قواتها العسكرية المنتشرة على الحدود مع بيلاروسيا، في محاولة منها لوقف تدفقات المهاجرين القادمين من هناك.

وصادق وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك على نشر ستة آلاف جندي على طول الحدود مع بيلاروسيا.

وقال “ما يقرب من ستة آلاف جندي من الفرق 16 و18 و12 يخدمون على الحدود البولندية البيلاروسية”.

وطالبت بولندا حلف الناتو بإيجاد حلول خلال قمته المقبلة بمدريد تتصدى لتحديات بينها تعزز قدرات روسيا ومشروع “السيل الشمالي 2” للغاز.

وقالت إنه من تحديات الناتو التطور الاقتصادي للصين ومخاطر الإرهاب وأزمة الهجرة ومشروع “السيل الشمالي 2” لضخ الغاز الروسي لألمانيا.

وأكدت بولندا أن “قمة الناتو بمدريد يجب أن تجد حلولًا شاملة للتصدي لجميع التحديات”.

وأكملت: “علينا أن نرى كامل طيف التهديدات وتقوية قدراتنا على التصدي لها”.

وهاجمت موسكو موقف بولندا بشأن المخاطر المزعومة منها، مبينة أن تعزيز حضور الناتو بشرق أوروبا لن ينجم عنه تعزيز الأمن، بل زيادة التوترات.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.