إمباكت تدعو أوروبا لتدشين صناديق للتعويضات عن عبودية الأطفال

 

لندن–يورو عربي| دعت مؤسسة إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان سويسرا والاتحاد الاوروبي لتدشين صناديق للتعويضات عن عبودية الأطفال المنتهجة لدى الشركات السويسرية والأوروبية عبر سلاسل التوريد لتحقيق أرباحا مالية طائلة.

ورحبت مؤسسة الفكر ومقرها لندن، بإعلان شركة نستله السويسرية عن دفع تعويضات للمزارعين مقابل إبعاد الأطفال عن حقول الكاكاو.

وقالت إنها خطوة من شأنها أن تعزز جهود الحد من عمالة الأطفال في صناعة الشوكولاتة التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار سنويا.

وذكرت إمباكت إن القرار خطوة مهمة تتطلب من الشركات العالمية الأخرى الاقتداء بها.

ودعت لاتخاذ إجراءات فعلية للحد من عمال الأطفال في صناعة الشوكولاتة وغيرها من المجالات.

في الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك منتجات الشوكولاتة المختلفة حول العالم، فإن شركات الشوكولاتة الشهيرة تستورد ثمار الكاكاو من مزارع في ساحل العاج وغانا.

ويتم فيها تشغيل أطفالٍ بين (5 – 14) عامًا، حيث يتعرضون إلى ظروف قاسية تهدد سلامتهم الشخصية

وحثت إمباكت، شركة نستله على بحث تقديم تعويضات مالية لعشرات آلاف الأشخاص العاملين طفولتهم في المزارع والحقول.

ويُعتقد أن حوالي 1.5 مليون طفل يعملون في حقول الكاكاو في ساحل العاج وجارتها غانا، وهما معاً تنتجان 60% من الكاكاو في العالم.

ويصيغ الاتحاد الأوروبي قوانين تفرض على الشركات العالمية الكبرى إثبات أن حبوب الكاكاو التي تنتجها لا تعتمد على عمالة الأطفال بحلول 2024.

وذكرت صحيفة ذا تايمز البريطانية، أنه بمواجهة هذه القوانين والارتفاع في الوعي العام عن مصدر الغذاء.

وبينت أن نستله ومارس والشركة المالكة لشركة كادبوري مونديليز إنترناشونال وشركات الشوكولاتة الأخرى تنافس لتنظيف إنتاجها من عمالة الأطفال.

وأعلنت عن استثمارات بمليارات الدولارات في سبيل ذلك.

وقررت شركة نستله البدء في الدفع مباشرة للمزارعين مقابل إبعاد الأطفال عن حقولهم، مع تحقيقها مبيعات بقيمة 90 مليار دولار العام الماضي.

ووفق الصحيفة، تدفع نستله للمزارعين قرابة 500 دولار سنويًا.

إذا أرسلوا أطفالهم إلى المدرسة واعتمدوا ممارسات مستدامة أخرى قد تضاعف دخلهم.

وقالت إنها ستطلق أول دفعة من منتجات هذا المشروع، مجموعة من ألواح (كيت كات) العام المقبل.

لكن في ساحل العاج يعيش مزارعو الكاكاو على دخل يقدر بنحو 0.78 دولار يوميا.

ويحصلون في غانا على دولار واحد تقريباً، وكلاهما أقل بكثير من خط الفقر المدقع الذي حدده البنك الدولي وهو 2.15 دولار في اليوم.

ويهدف مشروع نستله إلى منح المزارعين الأموال لتوسيع إنتاجهم من الكاكاو وأنشطتهم التجارية الأخرى.

ومولت نستله إنشاء بنوك مجتمعية تديرها زوجات المزارعين.

جاء ذلك بمنحهن قروض للاستثمار بصالونات تجميل وبيع الفاكهة وغيرها، قبل سدادها من الأرباح.

ودعت إمباكت لضرورة وضع قوانين أكثر صرامة في تعامل الشركات العالمية الكبرى.

وخصت التدقيق في سلاسل التوريد التي يتطلب بعضها عمالة منخفضة المهارات.

وتكون عدة مهام في إطارها أكثر ملاءمة للأطفال عن البالغين.

وجددت المؤسسة التأكيد على أن التقدم الفعلي في القضاء على عمالة الأطفال.

وذكرت أنه يتطلب مزيجاً من تدابير العمل اللائق، ونظم الحماية الاجتماعية للأطفال.

وطالبت بتوسيع الخدمات الأساسية لأكثر الفئات ضعفاً في الدول الفقيرة.

وأشارت إلى أن ذلك بما في ذلك دعم وضع تدابير الحماية الاجتماعية التي تشمل جميع الأطفال.

ومؤخرا، اثبتت إمباكت تورط شركات شوكولاتة كـ“نستله” و”هيرشيز” و”مارس”.

وأكدت بيعها منتجات تتخلل عملية إنتاجها عمالة قسرية للأطفال.

وذكرت أن هذه الانتهاكات تقع في مناطق غربي أفريقيا بظروف أشبه بالعبودية.

لكن قالت إمباكت الدولية إن شركات الشوكولاتة الشهيرة تستورد ثمار الكاكاو من مزارع في ساحل العاج وغانا.

وبينت أنه يتم فيها تشغيل أطفالٍ بين (5 – 14) عامًا.

وذكرت أنهم يتعرضون لظروف قاسية تهدد سلامتهم الشخصية.

ويُكرهون على القيام بأعمالٍ شاقةٍ لفتراتٍ تمتد لتصل – إلى (80 – 100) ساعة أسبوعيًا.

وكشفت الدراسة عن أنه يتم تهريب الآلاف من الأطفال من البلدان الأفريقية المجاورة إلى ساحل العاج للعمل في مجال الزراعة.

ويعمل نحو ثلثي الأطفال الذين يعيشون في مناطق زراعة الكاكاو في إنتاج الكاكاو لساعات طويلة تحت ظروف عملٍ مجحفة.

لكن يتلقى هؤلاء كمياتٍ غير كافيةٍ من الغذاء، ويتعرضون للعنف الجسدي أو التهديد خاصةً إذا ما حاولوا الفرار.

ووجدت الدراسة أن عددًا كبيرًا من الأطفال في مزارع غرب أفريقيا يعملون على أساسٍ تطوعيٍ ودون تلقي أجور.

وقُدر عدد الأطفال العاملين دون أجرٍ بنحو بضعفي عدد أولئك الذين يتلقون أجورًا مقابل عملهم في مزارع الكاكاو.

وتدفع الظروف الاقتصادية الصعبة العائلات في كل من ساحل العاج وغانا إلى إرسال الأطفال للعمل في مزارع الكاكاو بدلًا من التعليم.

ويأتي ذلك لتوفير دخلٍ ماديٍ محدودٍ يغطي حاجاتهم الأساسية.

فيما يميل مالكو المزارع إلى تشغيل الأطفال بسبب تدني مستويات أجورهم مقارنةً بأجور البالغين.

وذكرت الدراسة أن الشركات المتورطة في استخدام عمالة الأطفال لم تتخذ أية إجراءات أو خطواتٍ حقيقيةٍ لمعالجة قضايا عمالة الأطفال المتعلقة بإنتاج الكاكاو.

وتَحفّظت أشهر العلامات التجارية عن مسؤوليتها فيما يخص الظروف والأوضاع في مزارع الكاكاو.

وادعت غفلتها عن تلك المشاكل، وأن سلسلة إمداد الكاكاو كانت معقدة للغاية بحيث لا يمكن ضمان ممارسات العمل في كل مزرعة.

وطالبت إمباكت شركات إنتاج الشوكولاتة التي تعتمد في إنتاجها على ثمار الكاكاو المستوردة من كل ساحل العاج وغانا بتتبع خطوط استيراد الكاكاو.

وناشدت للتأكد من خلو المزارع التي يتم التعامل معها من عمالة الأطفال، بهدف وضع حدٍ لتشغيل واستغلال الأطفال غربي أفريقيا.

 

إقرأ أيضا| إمباكت: آلاف الأطفال يجبرون على العمل القسري في إنتاج الكاكاو بساحل العاج

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.