“الأورومتوسطي” يدعو مالطا للسماح بإنزال طالبي لجوء عالقين في البحر منذ 23 يومًا

جنيف / يورو عربي | دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يوم الجمعة مالطا إلى بإنزال 27 شخصًا من طالبي اللجوء العالقين في البحر على متن سفينة شحن تجارية منذ 23 يومًا.

وقال “الأورومتوسطي”، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إنّ رفض مالطا لإنزال العالقين منذ 23 يومًا يشكّل سابقة خطيرة لأطول رفض لرسو سفينة في ميناء أوروبي، وتجاهلًا صارخا للقانون الدولي.

وبحسب المرصد، الذي يتّخذ من جنيف مقرًّا له، فإنّ سفينة شحن تسمى “ميرسك إتيان” مملوكة لشركة الشحن الدنماركية “ميرسك” تحاول منذ الخامس من أغسطس/آب الجاري الرسو في مالطا.

وبيّن أنّ السفينة أنقذت 27 طالب لجوء، بينهم طفل وامرأة حامل، من سفينة صغيرة غير صالحة للإبحار.

وأوضح أنّ طالب اللجوء تمّ رصدهم في الرابع من أغسطس/آب بواسطة طائرة استطلاع تديرها منظمة إنقاذ اللاجئين الألمانية (Sea Watch).

وطلبت المنظمة بعد ذلك المساعدة من سفينة الشحن الدنماركية التي كانت تقف على بعد 11 ميلاً.

وقبل إنقاذهم، اتصل طالبو اللجوء الموجودون على متن السفينة بالخط الساخن لاستغاثة المهاجرين الذي تديره شبكة نشطاء هاتف الإنذار لطلب الإنقاذ.

وتجاهلت كل من إيطاليا ومالطا رسائل البريد الإلكتروني المتكررة والمكالمات الواردة من هاتف الإنذار حول طالبي اللجوء المهددين بالغرق.

وجاء التجاهل على الرغم من أن موقع القارب كان ضمن منطقة البحث والإنقاذ في مالطا.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ سلطات مالطا ما تزال ترفض دخول سفينة الشحن وعلى متنها طالبو اللجوء.

وبيّن أنّ هذا الرفض “يمثّل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية اللاجئين لعام 1951 التي تنص على ضرورة ضمان احترام حقوق اللاجئين وحمايتهم”.

وقالت الباحثة في المرصد “روان ماتيني”، إنّ “رفض مالطا المستمر السماح لسفينة الشحن بالرسو ونزول طالبي اللجوء، يضعهم في حالة من الغموض ومصير مجهول في ظل معاناتهم من الإرهاق وسوء التغذية”

وأشارت “ماتيني” إلى أن طالبي اللجوء خاضوا رحلة خطرة عبر البحر الأبيض المتوسط ​​هربًا من النزاعات والاضطهاد وتهديدات الحياة في بلدانهم الأصلية.

وشدّدت على أن مالطا بإبقائها سفينة تجارية في انتظار الإذن بالرسو لفترة طويلة، ترسل رسالة مقلقة للغاية لشركات الشحن.

ومفاد الرسالة هو أنّ الشركات يتعين عليها الاختيار بين تسليم حمولتها في الوقت المحدد أو إنقاذ طالبي اللجوء والمهاجرين.

وأعرب “الأورومتوسطي” عن مخاوفه من أن هذا القرار التعسفي لمالطا سيثني السفن التجارية عن إنقاذ طالبي اللجوء المعرضين لخطر كبير في البحر الأبيض المتوسط​​.

واعتبر أنّ حكومة مالطا ستحفز انتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOSS).

وبيّن أنّ الاتفاقية تنصّ على أن جميع السفن ملزمة بالإبلاغ عن السفن التي تواجه مشاكل وعرض المساعدة لها.

ودعا المرصد الحقوقي الدولي مالطا إلى السماح بالنزول الفوري لطالبي اللجوء من على متن سفينة الشحن.

كما دعاها إلى توفير التدابير القانونية والإنسانية اللازمة التي تضمن استقبالًا كريمًا لهم، واحترام حقوقهم وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وطالب الحكومة المالطية بتلبية احتياجات طالبي اللجوء فيما يتعلق بالرعاية الطبية أو الحماية أو غير ذلك.

كما دعا “الأورومتوسطي” الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى القبول الفوري بأخذ نصيبهم العادل من اللاجئين وطالبي اللجوء.

وطالبهم أيضًا بوضع آلية واضحة لإعادة توزيع طالبي اللجوء الذين يصلون إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر مالطا أو إيطاليا.

وقال إنّ الآلية ستجنّب ترك تلك الدول في مواجهة مع أعداد مهولة من طالبي اللجوء وحدها.

وجدد المرصد دعوته للدول الأعضاء في الاتحاد إلى تخفيف قيودها على إجراءات طلب اللجوء في ظل تفشي جائحة “كورونا”.

وشدّد على الحاجة لمحاسبة أي دولة عضو تنتهك التزاماتها تجاه الوفاء بحقوق اللاجئين وطالبي اللجوء.

قد يهمّك |

الأمم المتحدة: غرق 45 مهاجرًا ولاجئًا بينهم أطفال قبالة ليبيا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.